باريس – بسّام الطيارة – (خاص)
انتخبت فرنسا مرشح حركة “إلى الأمام” المستقل إيمانويل ماكرون لمنصب رئيس البلاد بعد حصوله على نسبة تخطت 65% من مجموع أصوات الناخبين الذين شاركوا أمس في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للعام 2017 أمام منافسته مارين لوبان مرشحة “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة.
ويأتي ذلك في ظل توتر اجتماعي وسياسي على الساحة الفرنسية جراء الانقسام الذي أصاب البلاد بعد وصول ماكرون ولوبان للجولة الثانية. فقد شكل فوز المرشحين خلخلة في المشهد السياسي في البلاد بسبب إقصاء الحزبين الكبيرين الرئيسين (الحزب الاشتراكي والجمهوريين» اللذين حكما البلاد منذ خمسين عاما، وبروز «مجهول» هو ماكرون المرشح المستقل والمصرفي السابق مع برنامج اليبرالي يحاكي العولمة ويدعم مصالح الشركات الكبرى، ما يمكن أن يشكل استفزازاً للطبقات الوسطى. وهو ما أخاف العديدون من صعود تيار اليمين المتطرف بزعامة “الجبهة الوطنية” وبرنامجه المعادي للعولمة ولأوروبا وللمهاجرين والإسلام.
وقد انعكس ذلك في النسبة القياسية للامتناع عن التصويت التي بلغت ٢٥،٣ في المئة ونسبة التصويت الباطل والأبيض والتي بلغت نحو ١١،٥ في المئة من الأصوات. والتفسير الوحيد هو وجود نسبة قلق كبيرة لدى الناخبين من برنامجي المرشحين.
مباشرة بعد إعلان الأرقام الأولية ألقى ماكرون خطابا أمام تجمع كبير حضره الآلاف من أنصاره في باحة متحف اللوفر شرح فيه مستقبل سياسته الرئاسية تحت شعار «كلنا معا من أجل فرنسا» ووعد باحترام شعار الجمهورية الفرنسية «حرية، مساواة، أخوة» واحترام جميع الفرنسيين الذين صوتوا له كما الذين لم يصوتوا واضعا في الاعتبار مخاوفهم وغضبهم من النخبة السياسية في البلاد، وكذلك تحقيق الوعود الانتخابية التي قطعها على نفسه.
يصبح إيمانويل ماكرون البالغ من العمر ٣٩ عاما أصغر رئيس في تاريخ فرنسا منذ إنشاء الجمهورية في نهاية القرن الثامن عشر وأضغر رئيس للبلاد في الديموقراطيات الغربية.
وسترافقه في إقامته بقصر الإليزيه زوجته بريجيت ماكرون والتي تكبره بأكثر من ٢٤ عاما والتي كانت معلمته في المرحلة الثانوية. وهي المرأة التي لعبت دورا مهما في حياته وساندته بقوة في حملته الانتخابية وكانت عاملا مهما من عوامل النجاح في حياته حسب ما جاء في بعض تب سيرته التي انتشرت في السنة الأخيرة التي برز فيها.