- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مضحكة هذه الأمة العربية: أين فلسطين من «بوابات كشف المعادن»؟

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

كيف يمكن للساحر أن يستدر التصفيق والدهشة  وكيف يستطيع إخراج أرنباً من قبعته؟ يكفي الاطلاع على أصول ألعاب الساحر في السيرك لإدراك كيف تحصل تلك المعجزات. يحمل الساحر قبعة أو منديلاً أو عصاً أو أي شيء ويجلب الأنظار إلى اليد التي تحمل هذا الشيء وهو يردد جملة لجذب وتسمير أنظار المشاهدين نحو يده «أخرج يا أرنب … أخرج يا أرنب…» وكلما ردد هذه الكلمات كلما زاد تحديق المتابعين في يده ينتظرون خروج الأرنب… بينما يكون الساحر يفعل بيده الأخرى ما يريد، فيما المشاهدين مسمرين ينتظرون خروج الأرنب من القبعة…

نتانياهو وعباس يفعلان نفس الشيء، وكذلك كافة المسؤولين الاسرائيليين والعرب وخصوصاً الإعلام الغربي وكذلك وللأسف الإعلام العربي: الجميع يردد «بوابات كشف المعادن… إزالة بوابات كشف المعادن…». جميع الأبصار تشخص نحو بوابات كشف المعادن… وعباس تسلق شجرة التنسيق الأمني يطالب بإزالة «بوابات كشف المعادن»… ونتانياهو ينتظر لتقديم هدية صغيرة له: نزع «بوابات كشف المعادن» … ولكن مقابل تركيب ما هو أكثر خطورة «وضع كاميرات مراقبة» على المداخل لا بل لربما على كافة الطرقات المؤدية إلى مسجد الأقصى ولربما كل الطرق الموصلة إلى المدينة القديمة (ألم يقل الجنرال موردخاي منسق شؤون الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية (لا تذكر وسائل الإعلام وصف /محتلة/) ألم يقل “ندرس خيارات أخرى وبدائل لضمان الأمن”.

سيسحب نتانياهو «بوابات كشف المعادن»، بشكل سلم يقدمه لعباس للنزول عن الشجرة وسيحصل بالمقابل على المزيد المزيد من التعاون… وسينزل العرب إلى الشوارع للاحتفال بالـ«نصر».

مضحكة هذه الأمة العربية! أين الاحتلال؟ أين فلسطين من كل هذا التطبيل؟

ننظر إلى «بوابات كشف المعادن» وننسى فلسطين؟ يسحب نتانياهو «بوابات كشف المعادن» فنصفق لعباس لهذا الانتصار؟ … أين فلسطين؟