- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الوجه الاخر لمدينة البندقية

البندقية (إيطاليا) – منال كميل (خاص)

البندقية التي تعرف باللاتينية بـ«فينسيا»، لا يعرفها الكثيرون وهي أكثر خضرة وجمال ورومنسية عن تلك التي نعهدها والتي يتطلع لزيارتها العشاق. وتتضمن منطقة البندقية الإدارية ست مقاطعات: وهي فيرونا وبللينو وبادوا وروفيغو وفينيسيا وفيسنزا. والمدينة عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور وتطل على البحر الأدرياتيكي. أشهر ما في كل تلك المقاطعات، ميدان “سان ماركو” والجسور التي تحيط هذا الميدان وبشكل خاص حسر «التنهد» (Ponte dei sospiri ) لما يحمله من تاريخ جميل. ولذلك تقام كثير من الملتقيات الثقافية والسينمائية في المحيط المجاور له.

لكن جمال الطبيعة والرومنسية يبرز بشكل أكبر بعيدا عن زحام الزوار والجندول الذي يرمز للبندقية. فعدة كيلومترات بعيدا عن ميدان «سان ماركو» وضجيج العشاق نبحر في مياه هادئة تحملنا إلى محميات طبيعية وتنوع بالوجي تتجانس فيه الألوان مع هدير المياه وأنواع الطيور الفريدة. التنقل يتم بواسطة مراكب سهلة القيادة.

حتى وقت قريب كانت تعيش معظم المقاطعات التابعة للبندقية، علي الصيد ومنها فيرونا وبادوا وغيرها ولكن عندما وجدوا نجاح مركز المحافظة الرئيسي تطلع سكان القري المجاورة الاستفادة من خبرت الأخت الأكبر ظهرت مبادرات محلية هنا وهناك وساهم بذلك حرص السكان بالمحميات الطبيعية مهما كلفهم الامر، فالمزارعون تنازلوا عن أجزاء من أراضيهم وأخرون تنازلوا عن حصة من المياه التي تسقي الأرض. المحامون، أبناء تلك القرى أعتلوا المنابر الدولية للحصول على دعم مادي ومعنوي للإعلان عن الواقع الفريد للمنطقة وأهميتها.

يضاف لكل ذلك أن البندقية تعتبر من أهم المدن الإيطالية ومن أكثرها جمالا في لما تتمتع به من مباني تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا. يضاف لذلك قنواتها المائية المتعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم. فإذ نظرنا إلى مقاطعة “غرادو” على سبيل المثال نجد أنها تقع على بعد ١٠٠ كيلومترا من ميدان سان ماركو الشهير ومع مرور السنوات أصبحت لا تقل أهمية عن ميادين وكباري فينسيا الشهيرة.

بالإضافة إلى الجوانب التاريخية، لها نصيبها كبير من السحر و “غرادو” تعتبر مدينة شواطئ وبحيرات. وقد حصلت غرادو على العلامة التجارية المرموقة “العلم الأزرق” لمدة 27 عاما على التوالي. كما تمتد البحيرة، التي تحيطها على مساحة ٩٠ كيلومترا مربعا، وتشمل اثنين من المحميات الطبيعية للتنوع البيولوجي في المنطقة، ويظهر الشريط الساحلي فشكل مقوس يمتد لمسافة 100 كلم.