- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

من تاجر مخدرات إلى إمام يغسل أدمغة الشباب المهاجر

أين هو الإمام عبد الباقي السعدي؟ هذا السؤال التي تحاول أجهزة الأمن الإسبانية بمساعدة نظيرتها الأوروبية الجواب عليه، ثلاثة أيام بعد الهجمات الإرهابية الدموية التي استهدفت القلب السياحي لمدينة برشلونة والتي قتل فيها 15 شخصا على الأقل وجرح أكثر من مئة.

ومع تقدم التحقيقات حول الاعتداءين اللذين صدما الرأي العام الإسباني، بدأ يتضح الدور الذي قد يكون إمام مسجد مدينة ريبول الكتالونية قد لعبه في تنفيذ هذه الهجمات، حيث من المحتمل أنه كان المسؤول عن غسل أدمغة الشبان المغربيين ودفعهم لتشكيل الخلية الجهادية المسؤولة عن الاعتداءين.

كشفت صحف إسبانية نهاية الأسبوع بعضا من حياة ومسار هذا الإمام المغربي، الذي كان يعيش في شقة مؤلفة من غرفتين مطلة على جبال البيرينيه الخضراء، وعلى قرميد منازل مدينة ريبول الكاتالونية الجميلة الواقعة على بعد 90 كلم شمال برشلونة. “كان شخصا منطويا على نفسه وفي حال اختلط بالآخرين كان يفضل الشبان على الرجال من عمره”.

وحسب معلومات جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية من جيران الإمام الذي “غادر منزله صباح الثلاثاء” فإنه “قال إنه ذاهب في إجازة إلى المغرب”، إلا انه اختفى تماما منذ الثلاثاء. وتقول الشرطة إنه يمكن أن يكون قد قتل في الانفجار الذي حصل في منزل في بلدة ألكانار مساء الأربعاء، حيث كانت الخلية المسؤولة عن الاعتداءين تعد لارتكاب “اعتداء أو أكثر بالقنابل”.

وحسب جيران المشتبه به ، فإنه “كان مقلا في الكلام ويمضي وقته وراء حاسوبه داخل غرفته مع هاتف محمول قديم غير مرتبط بالإنترنت، وقليل من الكتب”.

داخل شقة الإمام لا تزال مذكرة تفتيش الشقة موضوعة على طاولة ويعود تاريخها ليوم الجمعة بعد ساعات من ارتكاب الاعتداءين عبر دهس مشاة بسيارتين ما أدى إلى وقوع 15 قتيلا وأكثر من 120 جريحا.

أفادت صحيفة إلموندو نقلا عن مصادر في أجهزة مكافحة الإرهاب، أن السعدي خرج في كانون الثاني/يناير 2012 من السجن “حيث تقرب جدا من رشيد أغليف المعروف باسم ’إل كونيخو‘ (الأرنب) المحكوم بالسجن 18 عاما” لمشاركته في اعتداءات جهادية استهدفت القطارات في مدريد في 11أذار/مارس 2004 وأوقعت 191 قتيلا.

وبحسب الصحيفة فإن السعدي سجن لتورطه بـ”تجارة مخدرات” بين سبتة والجزيرة الخضراء في جنوب إسبانيا.

وإذا كانت الصحف تتكهن حول دور محتمل له في دفع الشبان المتورطين في الاعتداءين نحو التطرف الإسلامي، فإن مالك الشقة التي استأجرها السعدي بمبلغ 150 يورو شهريا يؤكد أنه “لم يستقبل أي شاب في شقته خلال الأشهر الأربعة الأخيرة”.

وقال الشاب المغربي الكهربائي محمد القياد (26 عاما) الذي كان يرتاد قاعة للصلاة فتحت عام 2016 كان السعدي يؤم المصلين فيها “تصرفات هذا الإمام كانت طبيعية بين الناس” قبل أن يضيف وهو في مقهى إسبرانسا المغربي في ريبول “إذا كان قد غسل أدمغة هؤلاء الشبان، فإنه كان يقوم بذلك سرا وفي مكان غير معروف”.

في الشارع حيث كان يعيش الإمام عبد الباقي السعدي قال الرسامالكاتالاني فرنسك جيمينو “المعروف عن الإمام أنه كان إسلاميا وكان يريد من جميع المغاربة أن يفكروا مثله، وكان يضع الدين فوق كل شيء”.

واتهمه بأنه كان يريد “إجبار النساء المغربيات في المدينة على ارتداء الحجاب”.

إلا أن هامو منحاج (30 عاما) المغربي الذي يشغل منصب سكرتير المجموعة الإسلامية في مدينة ريبول قال “هذا كذب، هنا في المسجد لم يكن يقول ذلك. في الخارج لا أعرف”.

وأوضح أن السعدي وصل عام 2015 إلى ريبول “ثم ذهب إلى بلجيكا كإمام بحسب ما كان يروي قبل أن يعود إلى ريبول، وفي نيسان/أبريل 2016 بدأ يؤم المصلين في هذا المسجد الجديد”.

وأضاف “إلا أنه طلب في نهاية حزيران/يونيو 2017 إجازة لثلاثة أشهر للتوجه إلى المغرب في إجازة”.

وتبين أن السعدي أقام بالفعل في بلجيكا عام 2016 في بلدة ماخلن في ضواحي بروكسل “بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2016” بحسب ما قال هانس بونت عمدة مدينة فيلفورد المجاورة الذي يشرف على عمل الشرطة البلدية في المدينتين.

وأوضح أنه “أقام في ماخلن من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس 2016” ليؤكد بذلك خبرا نقلته شبكة في آر تي الفلمنكية العامة.

وفي بلدة مريرت الصغيرة في وسط المغرب اتهم أقرباء المتورطين في الاعتداءين بالتحديد “إمام جامع في ريبول” بالوقوف وراء الاعتداءين.