- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

متلازمة ستوكهولم بين الحريري والسعودية

نقطة على السطر

بسّام خالد الطيارة

متلازمة ستوكهولم هي ظاهرة نفسية  تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع خاطفيه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، ومن مؤشراتها أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف. ويكن المخطوف في هذه الحالة المشاعر الايجابية تجاه الخاطف تصل لدرجة الدفاع عنه والتضامن معه.

ولكن حتى الان لم يدرس علماء النفس حالة عكسية ان يكون المخطوف متعاطفاً مع الخاطف قبل عملية الخطف !

لا يمكن الجزم ان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هو مخطوف بحسب التعبير العلمي او القانوني لتعريف مسالة الخطف، ولكن بالمقابل لا يمكن تاكيد عدم حصول عملية الخطف او الاحتجاز استناداً لما نراه من معوقات لتحركاته وما تسرب من احاديث لمن التقوه بحضور ضباط سعوديين.

ومما يزيد عجب هذه القضية التي بدأت تشغل المحافل الدولية وتحرك ديبلوماسية الغرب وبعض كبار ممثلي هذه الدول، ويجعل منها لغزاً صعباً هو تناقضها مع  متلازمة ستوكهولم : اذ يرى البعض القليل عدم إمكانية ان يكون الحريري مخطوفاً على أساس انه متعاطف مع (المفترض ان يكون) الخاطف قبل حصول ما حصل! هذا الامر يثير عجب البعض الكثير حيثما يَرَوْن ان (المفترض) الخاطف ليس له اي مصلحة في ان  يحتجز من يكن له شعور العطف والتأييد والتلازم السياسي قبل عملية الخطف (المفترضة) !

الحريري دخل المملكة رئيسا لوزراء لبنان يحمل نقطة ضعف سياسية هو تمثيله قسما من المواطنين اللبنانيين الذين يكنون للمملكة نفس شعور العطف والتلازم السياسي، وها هو محتجز (او مغيب كما بات يبدو جليا) وهو قد يخرج رئيسا مستقيلا للحكومة اللبنانية ولكن ممثلاً لكافة الافرقاء اللبنانيين.

استطاع الشهيد رفيق الحريري جمع اللبنانيين كافة مباشرة  بعد الحرب، بقوته المالية وعلاقاته الدولية والدعم السعودي غير المحدود ليصبح زعيما لبنانياً في فترة قياسية. سعد الحريري لم يستطع وراثة هذه الزعامة بسلاسة رغم المال والدعم السعودي،

اليوم وقد تلاشت القوة المالية والدعم السعودي، سيعود الى لبنان زعيما لبنانياً  تقفت وراءه اكثرية لبنانية لم يشهدها سابقاً سوى المرحوم الشهيد رفيق الحريري.

هكذا هي السياسة ، التحرك السعودي خارج اي إطار للقوانين الدولية والاعراف نجح في جعل الحريري بطل الوحدة اللبنانية . ونجح لبنان بفرادته بثبيت متلازمة ستوكهولم بصورة عكسية