- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إلى دلال البزري: ركوب الموجة الاسرائيلية لا يفيد الثورة السورية…

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

في الرابع من هذا الشهر في بداية سنة جديدة من سلسلة سنوات النكبة العربية التي تضرب بكافة البلدان العربية نشرت «الكاتبة والباحثة دلال البزري« مقالة في «العربي الجديد« هي بامتياز تعبير خالص وبرّاق لكتابة يمكن وصفها بأنها كتابة «ركوب الموجة».
براعة دلال البزري أنها ركبت موجتين في آن واحد موجة قديمة لا يفلح العرب بتجاوزها منذ ١٩٤٨ أي «القضية الفلسطينية»، وموجة آلام نكبة جديدة تمثلت في الحرب الأهلية السورية التي بدأت «ثورة».
وكما يحصل عندما يحاول فارس أيا كانت براعته في الفروسية ركوب حصانين معا… حصل مع الكاتبة والباحثة رغم براعتها الانشائية.
انطلاقاً من مواقفها السياسية لوّنت البزري مقالتها واصطفت في صف من الصفين كما هو حال العالم العربي. وهذا حق من حقوقها لا جدال فيه.
ولكنها بخلطها بين النكبة الفلسطينية والمآساة السورية لم تسعف لا الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال ولم تنصف الثورة السورية. المستفيد الوحيد من مقالة دلال البزري هي … إسرائيل فقط… وهي بمقالتها هذه تعطي رداء لمحاولات تطبيع لوجود اسرائيل وقمعها الهمجي وسحقها لشعب كامل ومصادرة كل مقومات حياته، وهي تجعل ما يحصل في فلسطين منذ أكثر من نصف قرن… حالة من حالات الصراعات التي تسود المنطقة العربية. وهو توجه جديد «تخدمة» الكاتبة والباحثة وهو لا يفيد الثورة السورية … لا بل على العكس يعطي لمن لا يريد خيراً لسوريا مادة لمزيد من الانهيار.
حسما للجدال الذي لا بد أن يثتثيره ردي أبدأ بأخطاء قراءة البزري في الحالة السورية التي هي أولا ًوأخيراً ثورة شعبية علـي حكم قائم (إذا أخذنا بوجهة نظرها): شعب يثور على حكامه لا يعني نزع «الصفة السورية» عن الحكام (أيا كان موقفنا منهم) أو الفريق الذي يحارب الثورة (أيا كان موقفنا منهم أيضاً). قد يكون الحكام في مصاف الديكتاتورية ولكن هذا لا ينزع عنهم صفتهم كسوريين وكذلك حال المواطنين الذين يقفون إلى الجانب المعادي للثورجة(كبير كان أم صغير عددهم)… إلا إذا أرادت الكاتبة القول أنه في حال انتصرت الثورة السورية فهي ستنكل بكل من وقف مع الحكم الحالي وتطرده من أرضه ومنزله (!).
الحرب في سورية هي كما قلنا أعلاه ثورة قد تضمحل قواها اليوم ولكن قد يكون لتضحياتها أثراً في تغيير مقبل تستفيد منه كل شرائح الشعب السورية. وهذا ما يحصل في مسار تاريخ الأمم ولا بد أن تدركه «الباحثة» دال البزري.
الشعوب العربية كلها تستنكر ما حل بسوريا من قتل ودمار وتهجير. وكذلك هو حال الغرب الذي يبدو متعاطفاً من دون حراك وعندما يتحرك لا يفيد.
قد تكون الحلول للمأساة السورية قريبة ولكن أياً كانت فلن يتم طرد شعب من أرضه وإحلال شعوب أخرى محله… وما يبدو من مقالة البزري اقتناع لديها أن بضعة آلاف من المقاتلين سيحلون محل ٢٦ مليون سوري… وبعيد هذا عن اسلوب عمل «باحثة» ويدخل ضمن مقولة تدلل لها اسرائيل.
الحالة الفلسطينية مختلفة جداً سبعة ملايين مهاجر من أوروبا وأولادهم حلوا محل الفلسطينيين. هنا الخلط الكامل بين ثورة ضد حكم وتطهير عرقي لشعب طرد من أرضه، وبين ثورة شعبية.