- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تراجع المحظورات المتبقية على المرأة السعودية

بيروت – «برس نت»

مازالت هناك أمور يُحظر على المرأة القيام بها دون موافقة وليها، ومنها: التقدم للحصول على جواز سفر، والزواج بمفردها، وفتح حساب مصرفي، والبدء في بعض الأعمال الخاصة، والخضوع لبعض العمليات الجراحية، والخروج من السجن بعد انتهاء فترة العقوبة. والولي في القانون السعودي هو الذكر المسؤول عن المرأة وإدارة شؤونها ويجب الرجوع إليه في كل ما يتعلق بها والحصول على موافقته، مهما كان سنها. وتبدأ الولاية من الوالد ثم الأخ بعد وفاته ثم الزوج وفي حال وفاته تعود الولاية لأبيها أو شقيقها حتى يبلغ أحد أبنائها سن الرشد ويصبح هو وليها.

ولكن يبدو أن بعض هذه المحظورات بدأت تتلاشى. فقد قال الداعية السعودي البارز عبد الله المطلق إن المسلمات غير ملزمات بارتداء العباءة. وأوضح المطلق العضو بهيئة كبار العلماء – وهي أرفع هيئة دينية في المملكة – أن على النساء ارتداء ملابس محتشمة، دون أن يعني هذا بالضرورة العباءة.

وفي الوقت الحالي، يُلزم القانون في السعودية النساء بارتداء العباءة في الأماكن العامة. ويأتي تعليق المطلق في وقت يشهد تحركات لتحديث المجتمع السعودي وتخفيف القيود المفروضة على المرأة.

وقال المطلق إن “أكثر من 90 في المئة من المسلمات الملتزمات في العالم الإسلامي لا يرتدين العباءة. لذا لا يجب أن نرغم على ارتداء العباءات”.

وهذا هو أول تصريح من نوعه لشخصية دينية رفيعة المستوى في السعودية، وهو ما قد يكون مقدمة لإصدار قانون يحمل هذا المضمون في المستقبل.

أثارت تصريحات المطلق حالة من الجدل على الإنترنت بين مؤيد ومعارض لها. وكتب مستخدم لموقع تويتر، يُدعى مشاري الغامدي، قائلا “العبايه عادات وتقاليد أحد المناطق عندنا وصارت معممه على الجميع مش مسألة الدين، الإحتشام والحشمه في الدين ماهي مرتبطه بعبايه قد ماهي مرتبطه بعقل محتشم بجسد محترم”.

بالمقابل، رفضت فتاة سعودية، يحمل حسابها بتويتر اسم @kooshe90، رؤية المطلق، قائلة “والله لو مية فتوى وفتوى ما اترك عباتي لو على جثتي. بنات لاتلتفتوا…” لمثل هذه الفتاوى.

وكان أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخولين بملاحقة النساء اللاتي لا يرتدين العباءات في الأماكن التي قد يراهم فيها رجال من غير محارمهن.

وفي عام 2016، احتجزت امرأة سعودية بعدما نزعت عنها العباءة في أحد شوارع العاصمة الرياض، بحسب وكالة رويترز للأنباء. لكن خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح من المألوف أكثر في بعض المناطق ارتداء السعوديات عباءات ذات ألوان متعددة وليست سوداء فقط، وكذلك عباءات مفتوحة أسفلها تنورات طويلة أو سراويل الجينز.

جاءت تصريحات المطلق في وقت تشهد الممكلة حركة لتحديث المجتمع السعودي، في إطار خطة يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تُعرف باسم “رؤية 2030”. وتشمل الخطة منح المزيد من الحرية للمرأة السعودية، التي تواجه قواعد صارمة تميز ضدها على أساس النوع.

وفي سبتمبر/ أيلول 2017، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوما يرفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة. كما سمحت السلطات، في الشهر نفسه، بحضور النساء احتفالات السعودية بالعيد الوطني لإعلان المملكة، لأول مرة في تاريخها. وسُمح في الشهر الماضي أيضا للنساء بمشاهدة مباريات كرة القدم من الملاعب في بعض المدن.

وفي العام الماضي، أعلنت السلطات السعودية رفع الحظر عن دور السينما التجارية بعد منعها لأكثر من ثلاثة عقود. ومن المتوقع إعادة افتتاح صالات العرض في مارس/ آذار المقبل. كما شهد ديسمبر/ كانون الأول الماضي حضور النساء أول حفل غنائي لامرأة في البلاد.