- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جاذبية النساء: معاكسة ما بين الفرمونات والهرمونات

د. حسان يحيى
وتحصل مصادفة ونتقابل مع شخص، ونجد أن مواصفاته مطابقة لصورة محبّبة في خيالنا. نشعر معه تفاصيل ونتقرّب إليه بحميمية غير مبررة. هو بالتأكيد، أرسل الينا إشارات كيميائية إيجابية، سمّاها العلماء «فرمونات». هذه الفرمونات هي مواد كيميائية يفرزها جسم الإنسان من خلال جهازه التناسلي وإبطيه وحلمتيه، وجلدة رأسه واللعاب. ولكل فرد فروموناته الخاصة التي تحدد تكوينه العضوي. ويُعتقد أن الفرومون مسؤول عن جاذبية الناس في منظومة العشق. وهو لاعب مهم يُطلق رسائل الإغراء التي لا رائحة لها، فيلتقطها الشريك وتصل الى غدّة ما تحت المهاد التي تظبط السلوك الجنسي والتوازن الهرموني. وحيث يختلط مفعول الفرمونات مع رسائل أجهزة الشم والنظر. أما أدوار الفرمونات في الإثارة الجنسية فهي من أسرار الطبيعة. ونعرف، أنها تحدد قابلية واحدنا للآخر من الناحية الجنسية. وبسببها، نُبعد هذا، ونقترب من ذاك. وتسمح بتفسير الإنجذاب الغامض والفجائي نحو شخص بعينه.
واهتمّ العلماء والباحثون وتجار الجنس كثيراً بالعلاقة بين الفرومونات والإغراء الجنسي. وعملوا على تحديد وعزل وإعادة إنتاج هذا التركيب الفروموني الرائع. فتمّ تصنيع عطر مدعّم بالفرومونات. لكنهم لا يتفقون على مستوى أهمية النظام الفروموني عند الأنسان. والجدير بالإشارة أنه يتحكم بكل تفاصيل الغريزة الجنسية عند الأسماك والحيوانات والحشرات. ونلاحظ له أدواراً في تزامن الدورة الشهرية لدى الفتيات في المدارس الداخلية، أو النساء اللواتي تتشاركن مكان العمل.
بالإضافة الى الفرمونات يتحكّم هرمون «الاستروجين» وهرمون «التستوستيرون» في الشهوة الجنسية. ويعتمد الدماغ في إدارته مرحلة الإنجذاب، على خليط من ثلاثة وسائط كيميائية عصبية: « الفينيلإثيلامين»  و« نورأدرينالين » و« الدوبامين ». وعند انطلاق الشرارة، ينشط الفينيلإثيلامين، وهو الوكيل الرئيسي لإطلاق النورأدرينالين والدوبامين، مما يؤدي إلى تلك المشاعر الرائعة المرتبطة بالحب الرومانسي. « فلا هي تدري ولا أنا أدري…  وما ذاك إلا الهوى المبكر » كما قال الشاعر. وكلما زادت كمية الفينيلإتيلامين يزداد دفق الدوبامين وتقوّى إنفعالات المزاج، وأيضاً، يتمّ تحفيز نظام « نورأدرينالين » الذي ينقل النبضات العصبية لتشغيل باقي الأعصاب، وتمرير الرسائل من المخ الى مناطق كثيرة. ولهذا النظام مستقبلات في الأوردة الدموية، فنشهد تسارعاً في ضربات القلب، واحمرار الوجه وتعرّق الجسم. هذا ما يصيب العاشق عند رؤية المحبوب والاجتماع به. ويفرز المخ دفقة من الدوبامين، فيشعر الانسان بالسعادة والرضى. وتُعطى الأوامر لإفراز هرمون التستوستيرون، فتُثار الرغبة الجنسية والرغبة في الإمتلاك. ثم يحلّ الإنبهار بالحبيب، فتمحى عيوبه. ويُصبح مصدر البهجة والسعادة. ويُمسي مداراً للتفكير والإهتمام. بُعده مقلق، وغيابه مجلبة للتعاسة. وتكون « ساعة في قرب الحبيب…أحلى أملّ في الحياة ». فنستأنس لوجوده، ونندفع الى الثرثرة والكتابة. لهذا كان
الحب ولا زال أكبر منتج للأشعار الرومانسية ولسائر الفنون عبر التاريخ الإنساني.