- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فالس الروح الشريرة لهولاند

Capture d’écran 2016-02-26 à 22.53.44بسّام الطيارة- (خاص)

عندما وصل فرنسوا هولاند إلى سدة الرئاسة وصل على متن سفينة يسار محملة بالوعود التي تصب في سياق التطور الاجتماعي كما يراه اليسار بشكل عام. وفي الواقع فإن ركيزة هذه الوعود ليست ولم تكن بعيدة عن طروحات اليمين الديغولي الذي كان غائباً لأن منافس هولاند نيكولا ساركوزي كان يحمل برنامجاً انتخابياً يمينياً متطرفاً. لذا لم يكن غريباً البتة أن يدعو الرئيس السابق جاك شيراك لانتخاب هولاند.

وصل هولاند وقطن الإليزيه ولكنه لم ينفذ أي من وعوده الانتخابية لا بل على العكس فهو ذهب إلى أقصى اليمين وكل القوانين التي نفذها لها فلسفة يمنية متطرفة لم يكن ليجرؤ ساركوزي على مجرد الحديث عنها ناهيك عن طرحها.

من هنا فإن «وعود هولاند الانتخابية» هي على رأس قائمة محركات البحث حول السياسة الفرنسية.

هولاند وعد بحق الانتخاب للمهاجرين من أجل مساعدتهم على الاندماج فإذا هو يطلق قانون نزع الجنسية.

هولاند توعد الرأسمال والرأسماليين فإذا هو يقر مساعدات بـ ٧٠ مليار يورو لأرباب العمل

هولاند وعد بإنهائ سياسة التقشف عبر إعادة التفاوض على شروط المفوضية الأوروبية فإذا به بعد أقل من ٤ أشهر من وصوله إلى الحكم يمدح سياسة حصر النفقات التي تصيب الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

هولاند وعد بتغيير نمط وأسلوب الرئاسة في نقد مباشر لتصرفات ساركوزي (طلاق وزواج في الإليزيه) فإذا به يدخل الإليزيه مع مساكنته قبل أن تكشف صحافة البابارازي مغامراته مع ممثله ما دفع بمساكنته لهجرة الإليزيه.

هولاند وعد بـ ضريبة تعادل ٧٥ ٪ لذوي الدخل العالي فإذا به يحصر تطبيقها على مداخيل هؤلاء ويطبقها سنة واحدة فقط.

هولاند وعد بمساعدة المزارعين فإذا بالمزارعين يثورون بسبب تراجع مداخيلهم وإفلاس أعداد كبيرة منهم.

عندما سأل قبل أيام صحفي هولاند ما إذا كان ما زال يسارياً؟ تهرب من الإجابة فأجاب «أنا رئيس كافة الفرنسي» عندما ألح الصحفي على السؤال راوغ في الإجابة وفي المرة الثالثة «أجاب لم أتغير ولكني لم أعد مناضلاً»،

تصرف هولاند يحير قسماً كبيراً ممن صوت له، وتبدو سياسته وكأنها تهدف فقط إلى تمزيق اليسار وفتح الطريق واسعة أمام «وسط اشتراكي ديموقراطي ليبرالي».

ومع الأيام بدأت تتوضح صورة الروح الشريرة التي تقود هذه السياسة من وراء كتف هولاند: إنه مانويل فالس رئيس الوزراء. وقد بدأ الحديث حول سياسة «تخريب اليسار» التي يتبعها استعداداً لدفع هولاند إلى الهاوية استعداداً لخوض سباق الرئاسة بعد سنة من موقع «وسط ليبرالي» على أنقاضاليسار بعد أن استعمل فالس الحزب الاشتراكي كمطية للصعود.