- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جنبلاط : أخشى حرباً أهلية في سوريا

حذر الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، من أن سوريا ربما تنزلق لمزيد من العنف، بل وربما الى حرب أهلية، لأن الرئيس السوري بشار الأسد «لا يصغي لأحد» يدعو للتغيير سواء داخل البلاد أو خارجها.
وأوضح جنبلاط، الذي تذبذبت علاقاته مع دمشق على مدى سنوات، بأنه ليس هناك اتصال بينه وبين الزعيم السوري منذ أن التقى به في دمشق قبل سبعة أشهر في أولى أسابيع الانتفاضة.
وقال جنبلاط لوكالة «رويترز» في مقابلة بمنزله في بيروت “أشعر بقلق متزايد بشأن احتمال أن تنزلق سوريا لمزيد من العنف… بل وربما حرب أهلية”. وأضاف «كلما زادت وتيرة العنف كلما زاد خطر الانقسامات بين الأغلبية السنية في سوريا والأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد»، مشيراً إلى ما تردد من أنباء عن عمليات قتل طائفية في مدينة حمص التي يسكنها مزيج طائفي والتي تمثل أيضاً معقلاً للاحتجاجات والمعارضة.
وقال جنبلاط إنه منذ مستهل الأزمة في آذار/ مارس تجاهل الأسد مطالب من الولايات المتحدة والصين وروسيا وحليفه السابق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لنزع فتيل التوتر بالتعجيل بإجراء الإصلاحات السياسية. وأوضح أنه “كانت هناك صلة سياسية وعائلية وثيقة جداً بين بشار واردوغان. لكن الأسد لا يصغي لأحد. حتى الآن يرفض الإصغاء للمطالب المشروعة للشعب السوري من اجل قيام سوريا جديدة”.
ويرى جنبلاط أن المبادرة العربية، التي تدعو إلى سحب الأسد لقواته من المدن والإفراج عن المحتجزين وإجراء محادثات مع المعارضة، هي الأمل الوحيد للحل لكن المستقبل قاتم «ما لم تحدث معجزة». ومضى يقول إن هناك “تآكلاً بطيئاً وإن كان مؤكداً للوضع السوري. الوضع مهلك”.
كذلك، ذكّر جنبلاط بدعوته قبل فترة وجيزة دروز سوريا وعددهم نحو 400 ألف نسمة من بين 23 مليوناً إلى أن ينأوا بأنفسهم عن حملة قمع الاحتجاجات كلما أمكن. وأضاف أن نحو 100 درزي من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أثناء «قمع الشعب»، قائلاً “ما الذي يمكن أن يفعلوه؟ هل أنا أطلب منهم أن ينشقوا؟ لا، أطلب أن يلزموا منازلهم إذا أمكن”.
وفي ما يتعلق بتأثر لبنان بالأوضاع السورية في ظل انقسام مواقف اللبنانيين من الأزمة، قال جنبلاط «علينا أن نصر على مسعى عزل لبنان عن المشكلة السورية … هناك حاجة إلى أن يتفاهم اللبنانيون مع بعضهم البعض خاصة زعماء الطائفتين السنية والشيعية».
كذلك انتقد جنبلاط موقف حليفه السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري لرفضه الحوار السياسي ما لم يسلم حزب الله أسلحته للدولة كما فعلت جماعات أخرى مسلحة بعد الحرب الأهلية التي دارت خلال الفترة من 1975 إلى 1990. وقال إن موقف الحريري «لا يؤدي لأي نتيجة». ومضى جنبلاط يقول «على الرغم من أن وجهة نظر كل منا حول سوريا مختلفة فأنا ضد حدوث استقطاب في السياسة الداخلية (بلبنان)».