- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مفاوضات جنيف ٣ … تقطيع وقت بانتظار عودة كيري من موسكو

جنيف – «برس نت» (خاص)

مفاوضات «جنيف ٣» هذا الاسبوع ستبقى في إطار تقطيع الوقت بانتظار لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف في موسكو الأسبوع المقبل. إذ كما يقول مصدر مقرب من المفاوضات «يوجد إمساك أميركي روسي لمسألة السورية» تتجاوز كل الأفرقاء والتفاصيل التي تخرج على سطح الواجهات الإعلامية أكان ذلك عبر تصريحات مباشرة للفريقين السوريين المتواجدين في سويسرا أم عبر تسريبات تسعى لاستقطاب الأضواء الإعلامية.

إذا بانتظار الإشارات التي سيحملها كيري من موسكو فإن عمل ستيفان دي ميستورا سيكون منصباً على «الشكليات الإجرائية» ولبحث «آليات التفاوض الممكنة» لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه بين العملاقين، حسب وصف هذا المصدر. من هذه الشكليات التحضير لـ«تفاوض مباشر» إذ أن الضوء الأخضر الذي سيأتي مع تفاصيل الاتفاق بين موسكو وواشنطن لن يتوقف عند «دلع الفريقين».

ويتابع المصدر بأن «كافة العقبات التي هلل لها الإعلام وتغذي مواقع التواصل الاجتماعي ستلغيها عاصفة التوافق الأميركي الروسي». ويؤكد بأن مسألة التفاوض غير المباشر «ستسقط تلقائيا» وكذلك مسألة قوائم الأسماء، ويشير في هذا الصدد إلى أن «دلع بعض الأطراف إما بالامتناع عن المشاركة رغم حضورهم إلى جنيف أو التلويح بمقاطعة لقاءات» باتت وراء دي ميستورا.

ويرى المصدر بأن المسؤول الأممي الذي استلم قبل الأمس تصور الحكومة السورية وأمس تصور المعارضة للحل يروج إلى أنه يحاول «جمع التصورين» لإيجاد أرضية مشتركة (commun groud) حسب قوله، قبل إدخال الفريقين إلى قاعة التفاوض، ولكن في الواقع فإن «الحل المرسوم» سيأتي متقاطعاً مع توافق نتيجة لقاءات كيري في موسكو. ويقول المصدر بأنه سمع من مقربين من الوفد الأميركي المشارك من وراء الكواليس بأن «بوتين، الذي حصد نقاطاً عديدة من سوريا بتدخله العسكري يريد حفظ ماء وجه الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما في الملف السوري في الأشهر الأخيرة من ولايته، على أمل أن يرد له الجميل في المسألة الأوكرانية عبر رفع العقوبات المفروضة على روسيا»، وهو أمر ليس مستبعداً إذ أن «بوتين لاعب شطرنج وليس لاعب بوكر» حسب قول المصدر، ولو لم يكن الأمر متفقاً عليه لما سحب بوتين بشكل استعراضي «قسماً» (يقول المصدر قسماً رمزياً) من قواته في سوريا.

أما إمكانية عرقلة ما سيتوافق عليه العملاقين فهي محصورة حسب المصدر في أمرين:

١) المطالب الإنسانية للمعارضة واستجابة الحكومة لها (إيصال المساعدات إلى المدن التي لم تصلها بعد مساعدات مثل داريا التي لم تدخلها مساعدات منذ ٤ سنوات).

٢) إعلان الأكراد منطقتهم منطقة فيدرالية ضمن «سوريا الغد»، وهو ما يمكن أن يستفذ تركيا والمعارضة ومعها الحكومة السورية، ويعيد خلط الأوراق.

العامل الوحيد الذي لن يستطيع كيري ولافروف تقرير مصيره في موسكو هو ردة فعل النصرة وداعش على الأرض وإمكانية تحالفهما بعد أن توقفت النصرة عن محاولة «الذوبان» داخل قوى المعارضة المعتدلة (معرة النعمان على سبيل المثال)، فأي هجوم كبير (مجزرة كبرى مثلاً)  يغير موازين القوى يمكن أن يفتح الأبواب أمام عودة الاقتتال على الأرض بين …كافة الفرقاء.