- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كل هذا الهراء

سلوى النعيمي
نتحدث عن ” مملكة الصمت ” وكأن الصامتين كانوا أولاد البلدان المجاورة. وكأن الصمت كان قدراِ ملعونا بلع ألسنتنا جميعاً نحن السوريين.
صمتنا جميعاً خلال أكثر من أربعين عاماً٬ إلا قلة قليلة في الداخل والخارج قاومت وتكلمت وكتبت و دفعت الثمن ونعرفها بالأسماء وبالأفعال. صمتنا جميعاً ونحن مسؤولون عن ذلك الصمت ، ذلك الصمت القاتل.
قامت الثورة وتحولت مملكة الصمت إلى مملكة الثرثرة. هربت أغلبية النخبة المثقفة من أول مظاهرة وتحالفت مع بعض انتهازيي الخارج وصار الجميع معارضين معلنين حتى من كانوا مؤيدين معلنين ساخنين وهات يا رغي.
فجآة انفتحت الآعين المغمضة وونبتت الألسن المقطوعة وهات يا هري..
صاروا جميعاً محللين سياسيين مختصين ٬ بل صار بعضهم يتسلى ويسلينا بتفكيك ” ميكانيزمات السلطة” ، بالتفصيل وعلى جميع المستويات. شو هالشطارة. أين كان هذا الدماغ الجيوبوليتيكي الوهاج خلال سنوات التسلط؟
أين كانت ألسنتكم أيام مملكة الصمت أيها المتفاصحون الجدد؟
إن الحرية التي طالب بها الشعب ليست معادلاً للثرثرة المجانية أو المتكسبة.
خمسة أعوام؟
كنا صامتين فلنخرس الأن . فلنخجل من بلدنا المدمرة. فلنخجل من موتانا. فلنخجل من السوريين المسجونين المقموعين المحاصرين المشردين المهجرين ..
فلنخجل.