باريس – بسّام الطيارة (خاص)
بعد أن هدأت العواطف وآثار الصدمة التي خلفتها الاعتداءات الإرهابية على بروكسل بدأت الأسئلة المتعلقة بإداء الأجهزة الأمنية تتصدر تعليقات الصحف والسياسيين ليس فقط في بلجيكا بل أيضاً في فرنسا وأوروبا.
فقد تبين ان منفذي الاعتداء الأخوان إبراهيم وخالد البكراوي وكذلك نجم العشراوي لهم سجل جنائي وأنهم كانوا على صلة وثيقة بصالح عبد السلام، من دون أن تربط الشرطة بينهما وبين الإرهاب.
وتعالت أصوات لتقول بأن لا يكفي استعمال التقنيات «بعد الاعتداءات» ولا اللجؤ إلى وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر بعد أن حصول التفجيرات مثل تغريدة نشرت أمس من قبل شرطة بروكسل تقول «#ارهاب: من يعرف هذا الرجل؟» مع صورة للرجل الثالث الذي يرافق الرجلين باللباس الأسود ويرتدي سترة وقميصا فاتح اللون ونظارات ويعتمر قبعة.
كما أن الحديث عن «الذئب المنفرد» مسألة تجاوزتها الأحداث الأخيرة إذ يوجد بلا أدنى شك تنسيق وتنظيم بين تلك الخلايا الإرهابية التي تحدث عنها تقرير مخابرات أمريكية وأكدها في فرنس الخبير الأمني الفرنسي رولان جاكار، الذي قال نقلاً عن التقرير الأميركي «وصل إلى أوروبا ٩٠ جهادياً في خضم تدفق اللاجئين، وتمركزوا في بلجيكا لمهاجمة أهداف في أوروبا». وفي الواقع فقد ثبت أن هجمات باريس في ١٣ ك٢/نوفمبر انطلقت من بروكسل.
يدفع ذلك العديد من المسؤولين السياسيين إلى التساؤل ما إذا كان الأمن في أوروبا قد «أفلت» من يد الأجهزة الأمنية.
وبالطبع تبين جراء هذه الاعتداءات المتوالية أنه لا يمكن الاعتماد ١٠٠ في المئة على التكنولوجيا لاستباق الهجمات الإرهابية. وعاد الحديث عن مشروع العمل بقاعدة بيانات (PNR) لكافة المسافرين ذهاباً وإياباً من أوروبا عبر كافة المنافذ وهو المعروف بـ «Passenger Name Record» والمعمول به في الوليات المتحدة وكندا واستراليا، والذي كان يعارضه النواب الأوروبيون بحجة حماية الحريات الشخصية. ويدور الحديث عن إمكانية إقراره بعد الهجمات الأخيرة.
وتتضمن هذه القاعدة مجموعة من المعلوات الشخصية
الاسم والكنية العنوان رقم الهاتف وعنوان إلكتروني ونوعية الأكل المطلوب على الطائرة (حلال أم لا) وطريقة دفع ثمن تذكرة السفر (بطاقة ائتمان أم نقداً أم شيك). ويقول الخبراء بأن شبك هذه المعلومات (عدد السفرات في السنة والوجهات) تسمح باستخلاص بروفيل للمسافر يمكن الأجهزة الأمنية من استباق أعمال عدائية.
ومن المستبعد أن يعارض النواب اليوم هذا التشريع إذ يرى البعض أن الضعف في الإجراءات الأمنية هو مسبب الكابوس الأمني الذي تعيشه اليوم الدول الأوروبية.