- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اشتراكيو فرنسا يستهدفون “كنيسة الإسلام”

ألآن غريش

منذ مدة ونحن نعرف أن الحزب الاشتراكي قد ابتعد عن الماركسية على الصعيد الاقتصادي، ولم يعد يطالب بأكثر من إدارة أقل قسوة للرأسمال. وفي خضم أعتى أزمة نشهدها منذ ١٩٢٩، فإن طروحات فرانسوا هولاند، المرشح الاشتراكي، هي غير طموحة وفي الواقع قريبة جداً من طروحات اليمين (ألم يؤكد على ضرورة منع العجز في ميزانيات الدولة؟).
وبالمقابل، فإن الحزب الاشتراكي يفاخر بتموضعه الثابت في اليسار بتمسكه بالعلمانية. وبما أنه بات مسيطراً على مجلس الشيوخ، فهو يريد إبراز هذه القناعات للتصدي مرة واحدة لأصحاب القلنسوات والإكليركيين. ولكن لا يقصد الحزب الاشتراكي الكاثوليك، فهو لم يطرح ولا مرة، عندما كان في الحكم، إعادة النظر في وضع منطقة «الألزاس لورين» التي تتمتع بنظام خاص لا يفصل الكنيسة عن الدولة. كما أن الحزب الاشتراكي لا يتحدث عن التعليم الديني الذي تموله الدولة، ولكنه يتحدث عن هذه «الكنيسة الجديدة» القوية التي تسلل أعضاؤها إلى منظومة الدولة والبرلمان ومجلس الشيوخ (بحيث لم يعد بمقدورنا معرفة عدد ممثليها في المجلس) في الميديا إلخ… والمقصود «كنيسة الإسلام»، التي تضرب بجذور مجتمعنا.
وهكذا يترك الحزب الاشتراكي الأزمة المالية والعطالة ونقص المساكن وكافة التفاصيل اليومية للحياة السياسية، وقامت الأكثرية الاشتراكية الجديدة في مجلس الشيوخ بدراسة مشروع قانون «يرمي إلى فرض الحيادية على المؤسسات الخاصة المهتمة بالطفولة واحترام مبادئ العلمانية». وكانت في شهر كانون الأول/ ديسمبر قد أقرت مبدأ حياد الحضانات ومراكز الترفيه والإجازات، والآن تنوي التشريع في ما يتعلق بمساعدات رعاية الأمومة.
ويقول القانون الذي يطرح على التصويت ما يلي:
«في ما عدا الحالات المذكورة تعاقدياً بين بين رب العمل والعامل (مساعد رعاية الأمومة) فإن هذا الأخير يخضع لضرورات الحياد في ما يتعلق بالشؤون الدينية خلال عمه عند استقبال الأطفال».
تقول السيدة فرانسواز لابورد (Françoise Laborde)، التي كات وراء هذا القانون، بأنها كانت تستطيع الإشارة أيضاً إلى الشؤون السياسية حتى لا يتهمها أحد بالـ«إسلاموفوبيا». نسألها لماذا لم تفعل؟ لماذا لم تحدد أيضاً ضرورة الحياد السياسي؟ أيجب التذكير بأن لجنة ستاسي (Stasi) شددت على أن منع الطلبة من وضع شارات شملت الرموز السياسية؟ ولأن البرلمان اكتفى بالإشارة إلى الرموز الدينية ذلك بسبب الإسلاموفوبيا… أيا يكن رأي السدية لابورد.
وقد سألت السيدة إستير بن باسا (Esther Benbassa)، وهي عضر مجلس الشيوخ وتمثل الخضر، ما معنى الحيادية في منزل معاون حضانة: «هل هي صورة مكة؟ إم صورة إعلان قيام المسيح؟ أم طريقة تحضير الأطعمة؟». يمكننا الإضافة بسؤال «هل يجب أن نبقي شرطياً في منزل كل حاضنة لنتأكد ما إذا كانت تصلي خمس مرات في اليوم؟ أم إذا كانت تطبخ حلال؟ أو أنها لا تقرأ القرآن؟»
ولو كان النص يتضمن الحياد السياسي. كما أرادت السيدة لابورد، هل كان يتطلب الأمر شرطياً للتأكد من غياب صورة لتشي غيفارا أو الجنرال ديغول؟ وصورة لفرانسوا هولاند(ورغم ندرتها)؟.
إن المجموعة الاشتراكية تندد وتشمئز عندما تحقق الشرطة الإيرانية من أن النساء يتحجبن بشكل جيد، ولكنها بالمقابل تطلب أن نذهب إلى المنازل الخاصة للنتأكد من قناعت كل فرد.
لم ينس الحزب الاشتراكي فقط أصوله الماركسية في القطاع الاقتصادي. في ١٨٧٤ انتقد فريديرك إنجيلز (Friedrich Engels) الذين يريدون أن يجعلوا الأشخاص ملحدين بقرار من المفتي. وفي السنة التالية كتب كارل ماركس «يجب أن يستطيع كل شخص إشباع لزوماته الدينية والجسدية من دون تدخل الشرطة».
Alain Gresh