قالت مصادر أمنية والجيش أمس (الثلثاء)، إن ستة جنود أتراك و30 مسلحاً كردياً قتلوا في الساعات الـ 24 الماضية في هجمات واشتباكات جنوب شرقي تركيا المضطرب. وأضافت المصادر أن ما يقدر بنحو 57 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين أصيبوا في الهجمات.
وقتل آلاف المسلحين ومئات المدنيين والجنود منذ أن استأنف «حزب العمال الكردستاني» المحظور هجماته في الصيف الماضي سعياً للحصول على مزيد من الحكم الذاتي، ما أدى إلى انهيار وقف لإطلاق النار وعملية سلام استمرت عامين ونصف العام. واستبعدت الحكومة التركية العودة إلى طاولة التفاوض، وتعهدت بسحق «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة بأنه تنظيم إرهابي.
وقالت المصادر الأمنية إنه تم تكثيف العمليات في إقليم شرناق المتاخم للعراق وسورية، وإنه يمكن سماع أصوات الأعيرة النارية والانفجارات في المنطقة التي قتل فيها في وقت سابق جندي وأصيب ثلاثة آخرون. وذكر الجيش إنه خلال اشتباكات مع الحزب لقي جندي حتفه وأصيب أربعة في انفجار بقرية داجليكا في إقليم هكاري القريب من الحدود الإيرانية.
وقال الجيش في بيان في وقت لاحق اليوم، إن جنديين آخرين قتلا في اشتباكات مع «حزب العمال الكردستاني» في بلدة نصيبين القريبة من سورية. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن الهجوم الذي وقع خلال الليل بسيارة ملغومة واستهدف قاعدة لقوات الأمن التركية في بلدة هاني أدى إلى مقتل اثنين، وقال الجيش إن 47 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين أصيبوا في ذلك الهجوم.
واقتحمت سيارة ملغومة كبيرة القاعدة ومساكن لأسر قوات الأمن فتحطمت نوافذ وانهارت أسقف بعض المباني. وبعد الهجوم شنت قوات الأمن التركية وقوات خاصة عملية بدعم جوي في وسط بلدة هاني والمناطق الريفية المحيطة بها. وتقع بلدة هاني إلى الشمال من ديار بكر أكبر مدينة في جنوب شرقي تركيا وتقطنها غالبية كردية.
وقال شهود إن الانفجار الذي وقع في بلدة هاني ألحق أضراراً بمركبات ومنازل ومتاجر القريبة، وذكر الجيش أن الجرحى المدنيين بينهم ستة من أقارب الجنود. وأضاف أن 30 مسلحاً كردياً قتلوا أمس في اشتباكات في أربع بلدات في جنوب شرقي تركيا تخضع حالياً إلى حظر تجول يفرضه الجيش قرب الحدود مع سورية والعراق وإيران. وقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن حمل «حزب العمال الكردستاني» السلاح في العام 1984.