- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كاسترو: لا للخصخصة في كوبا

Capture d’écran 2016-04-16 à 22.22.18رفض الرئيس الكوبي راوول كاسترو السبت خلال افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي “صيغ الخصخصة” لتحديث الاقتصاد الكوبي وذلك بعد اقل من شهر على الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي باراك اوباما.

ومع افتتاح اربعة ايام من النقاشات بين مندوبي الحزب الواحد لتحديد النهج السياسي الواجب اتباعه للسنوات الخمس المقبلة، حذر كاسترو من ان الاصلاحات الاقتصادية الجارية لن تبتعد عن الخط الذي رسم خلال المؤتمر السابق في 2011.

وقال كاسترو في خطابه الافتتاحي “كوبا لن تسمح ابدا بتطبيق ما يسمى علاج الصدمة، والذي غالبا ما يطبق على حساب الطبقات المحرومة في المجتمع”.

وحذر ايضا من ان “الصيغ الليبرالية الجديدة الداعية الى تسريع خصخصة ارث الدولة والخدمات الاجتماعية مثل التعليم والصحة والضمان الاجتماعي لن تطبق ابدا في ظل الاشتراكية الكوبية”.

واثار انعقاد هذا المؤتمر امالا كبيرة في الاشهر الماضية في الجزيرة والخارج، إلا ان السلطات الكوبية سرعان ما بددتها باعلانها عقد المؤتمر تحت شعار الاستمرار السياسي والاقتصادي.

وعلى غرار المؤتمر السابق الذي عقد في 2011، يقوم المندوبون الالف من الحزب والمدعوون الـ280 الذين يتم اختيارهم من بين موظفي الدولة واعضاء المجتمع المدني، بتقييم التقدم الذي حققته التدابير الاقتصادية الـ313 التي اقرت في 2011 من اجل “اضفاء روح جديدة” على نموذج منسوخ عن نموذج الاتحاد السوفياتي، بلغ حدود امكاناته.

كذلك، سيصادق المؤتمر الذي يستمر حتى الثلاثاء على برنامج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لفترة 2016-2030.

– تحديث حذر-

ومن اجل تحديث اقتصادها، سنت كوبا قانونا يشجع الاستثمارات الاجنبية في اطار صارم، وفتحت اقتصادها للمبادرين الصغار المستقلين.

وتقول وسائل الاعلام الرسمية انه تم حتى الان انجاز 21% من الاجراءات الـ313 التي اقرت، فيما لا تزال 77% منها في طور التنفيذ. واستبعد 2% منها في الوقت الحاضر “لاسباب مختلفة”.

وفي المقابل، نشطت الدبلوماسية الكوبية، فحققت تقاربا لافتا مع الولايات المتحدة، واعدت اطارا للحوار مع الاتحاد الاوروبي.

لكن الانفتاح الذي اعلنه كثيرون سيستغرق وقتا بسبب بطء السلطات في تطبيق بعض الاصلاحات المقررة.

والسبت برر راوول كاسترو الذي يتولى السلطة منذ 2008 بطء الاصلاحات بحرص الحكومة على عدم ترك اي من المواطنين الكوبيين ال11,1 مليونا في اوضاع صعبة.

وقال الرئيس الكوبي ان “القرارات المتعلقة بالاقتصاد لا يمكن في اي من الاحوال ان تعني قطيعة مع مبادىء الثورة للمساواة والعدالة. لن نسمح بان تؤدي هذه الاجراءات الى عدم استقرار وارتياب في صفوف الشعب الكوبي”.

-اهداف بدون صيغة-

مع افتتاح المؤتمر، يعبر العديد من الخبراء عن شكوك حول التقدم الذي يمكن توقعه.

وقال المحلل والمسؤول السابق في الحزب الشيوعي الكوبي خورخي غوميز باراتا، ان للحزب “اهدافا محددة، ولكن ليس لديه برنامج ولا صيغة لتحقيقها”.

واشار الى وجود تيارين فكريين داخل الحزب، هما تيار الذين يعتقدون ان “الاصلاحات الاقتصادية ستعطي نتائج اكبر ان ترافقت مع تجديد على الصعد السياسية والدستورية والانتخابية والقانونية” من اجل اشتراكية متجددة، وتيار الذين يتخوفون من ان تشجع مثل هذه التنازلات على “تسلل افكار مختلفة، بل على اعادة الرأسمالية”.

ورغم عدم ورود اي تاكيد رسمي، فان المؤتمر قد يناقش اصلاحات انتخابية ودستورية ويدرس نظام حكم جديدا يتم اختباره حاليا في ولايتين من البلاد، لكن من غير المتوقع التوصل الى نتيجة بشأن هذه المواضيع الثلاثة قبل سنتين.

وسينتخب الحزب الشيوعي الكوبي اخيرا لجنته المركزية الجديدة (116 عضوا في الوقت الراهن) ومكتبه السياسي (14 عضوا)، الهيئة القيادية للحزب.

ومن المتوقع انتخاب راوول كاسترو في منصب السكرتير الاول للمكتب السياسي لولاية ثانية مدتها خمس سنوات.

وستعطي التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي مؤشرات حول التوجه الايديولوجي للحزب.