- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ترامب في البيت الأبيض العربي؟

stock-illustration-18734364-illustration-of-a-ballot-box-with-the-usa-flagنقطة على السطر

بسّام الطيارة

كسر دونالد ترامب لعبة سباق الترشيح وبات مرشح الجمهوريين لمنافسة المرشح الديموقراطي. وستبدأ ماكينة الحزب الجمهوري بالعمل لإيصال «مرشحها» إلى البيت الأبيض، وهذا ما أظهر دعوة كبار مسؤولي الحزب للالتفاف حول الميلياردير،

في هذه الدعوة «فهم عميق» للديموقراطية وإشارة إلى الأكثرية التي صوتت لصالح ترامب بأن الحزب تلقى إشارتها وتطلعاتها وبالتالي ضرورة «احترام نتيجة التصويت».

يفهم الأميركيون «فلسفة احترام نتائج التصويت» أياً كان موقفهم من أفكار المرشح. ويعيد هذا التذكير بانتقال رونالد ريغين من أدوار ثانوية في استديوهات هوليوود إلى حاكمية كاليفورنيا قبل أن يدخل إلى البيت الأبيض.

أين العالم العربي والرأي العام العربي من هذا الفاصل الانتخابي الذي تعيشه «أقوى دولة» في العالم؟

عندما نقرأ تعليقات الصحف العربية ونستمع إلى المحللين على القنوات العربية ندرك مباشرة وبقوة بأن ترامب ليس «المرشح العربي المفضل». وهذا الادراك مضحك لأنه يدفعنا لطرح سؤال حول من يمكن أن يكون «مرشح العرب المفضل»؟ ولكن بيت القصيد ليس هنا.

لأن كل هذه التعليقات لا … ولن تغير رأي المواطن الأميركي الذي في النهاية هو الذي يستطيع فتح أو إقفال طريق البيت الأبيض أمام هذا أو ذاك المرشح.

الرأي العام العربي، مع الاستئذان من الكرامة العربية لا يصل إلى المواطن العربي، أياً كانت الصحيفة وأياً كانت القناة ومهما علا شأن المؤسسة في الحلقة العربية الضيقة جداً في المحيط المعولم والواسع جداً فهي لا تؤثر في الرأي العام العالمي والأميركي وبشكل خاص المواطن الأميركي.

العرب والمسلمون لا يحبون ترامب ليس لأنهم درسوا برنامجه الانتخابي وانعكاساته على المواطنين الأميركيين ورفاهيتهم والنمو الذي يرمقون إليه، لا ليس لتلك الأسباب. العرب والمسلمون لا يحبون ترامب لأنه هاجم المسلمين (وداعش بشكل خاص) لأنه لا يحب المهاجرين ويريد إقفال أبواب أميركا أمام المهاجرين غير الشرعيين.

ولكن هل يحب العرب والمسلمون داعش وأفعال داعش؟ أم أن العرب والمسلمون يستعدون بسبب أعمال داعش لهجرة غير شرعية لأميركا ويريدون إبقاء أبوابها مفتوحة لهم؟

هل يتحسسون ما يفعله الرعب من داعش في الغرب؟ هل يتحسسون مع العمال الأميركيين الذين يرون (عن حق أو عن باطل) أن المهاجرين يأخذون فرص العمل من أمامهم، وهذا ما دفع بشعبية ترامب إلى القمم (وكذلك ساندرز)؟

العرب والمسلمون ومعهم للأسف عدد كبير من الوسائل الإعلامية وبشكل خاص المواقع الاجتماعية، لا يحبون ترامب لأنهم يصفقون وراء المصفقين الغربيين الذي ينتقدون ترامب انطلاقاً من أسس غائبة عن العالم العربي والإسلامي وعلى سبيل المثال وليس الحصر:

– مهاجمة ترامب للمسلمين تستفز منظمات ناشطة لأن هذا التهجم مخالف لحقوق الإنسان … أين حقوق الإنسان في العالمين العربي والإسلامي؟

-دعوة ترامب إلى إقفال الحدود أمام الهجرة غير الشرعية تتصدى لها جمعيات ناشطة لأنها مخالفة للفلسفة الأميركية التي قامت على أساسها دولتهم دولة مهاجرين… أين هذه الفلسفة في دول عربية لا يكن لأي عربي أن يتنقل بينها ولا يمكن للمسلم أن يحج فيها من دون فيزا وزبائنية في بلده؟

يصفق العرب مع المصفقين… ولكن اليوم بعد أن بات ترامب مرشح الجمهوريين وتعطيه استفتاءات الرأي حظوظ بالوصل إلى البيت الأبيض هل يستمر العرب بالتصفيق لمنافسته هيلاري كلينتون …. التي ستعيد عقارب الساعة إلى الوراء لتعيد كتابة ٥٠ سنة من السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط…وخصوصاً الحالة الفلسطينية؟

هيلاري كلينتون قادت الديبلوماسية الأميركية ٤ سنوات وقبلها زوجها قادها ٨ سنوات …هل تكتب الوسائل الإعلامية تذكيراً بماضي هيلاري الداعم لأعداء العرب والمسلمين…

يقول المثال البيروتي اللبناني «الذي يُجَرِب مُجَرَب يكون عقله مُخَرَب»… توقف المنددون بأميركا عن التنديد بترامب احتراماً لصوت الأكثرية التي أوصلتها إلى ترشيح الحزب هل سيداوم العرب والمسلمون على تنديد عفا عنه الزمن الأميركي؟

سؤال أخير: أين صناديق الاقتراع في العالم العربي؟ أي دينامكية الترشح والمنافسة والترشيح؟