- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اجتماع باريس حول سوريا التفاف حول محور روسيا أميركا

باريس – بسّام الطيارة (خاص)

دعت باريس إلى لقاء يجمع وزراء خارجية حلفاء المعارضة أي السعودي والقطري والإماراتي والتركي وذلك للبحث الوضع في سوريا كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول .
من الواضح أن هذا الاجتماع في باريس هو لدعم  المعارضة  دعم سياسي يواكب معركة حلب التي تحتل حيزاً كبيراً في الإعلام الفرنسي.

وتأتي هذه الدعوة بعد لقاء برلين الذي جمع دي ميستورا ورياض حجاب إلى جانب وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، وقبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن. ومن المعروف أن باريس حاولت قبل أيام الدعوة للقاء أوسع أي مجموعة الـ ٢٢ أي مجموعة الدعم الدولي لسوريا ولكن  موسكو رفضت مبدأ هذا اللقاء.
فحاولت باريس التعويض عن ذلك باجتماع يضم وزراء أوروبيين إلى جانب ممثلي المعارضة ولكنها فوجئت أيضاً برفض الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني التي اعتبرت أن الوقت غير مناسب وأن هذا الاجتماع يمكن أن يفسر بأنه استفزاز لموسكو وواشنطن .
باريس ترى ضرورة إطلاق ديناميكية سياسي كبير وهذا يفسر تحركها نحو مجلس الأمن  وهي نظرة تحملها كل القوى الأوروبية، وإن اعترف مصدر بأن «جل ما يمكن الحصول عليه هو في إطار المساعدات الإنسانية، وهذا يكفي لتهدئة الرأي العام الذي هو اليوم تحت ضغط صور الدمار القتلى في حلب.
ثلاثة أسباب تفسر الرغبة بإطلاق تلك الديناميكية والتوجه:
١ ) توازن القوى العسكرية على الأرض في حلب والغوطة وانعدام أي قدرة على تغيير خطوط المواجهة وهو يعني ازدياد معاناة الشعب السوري وعدد القتلى.
٢)  ظهور عجز روسيا والولايات المتحدة عن الذهاب بحل سياسي بعد عدة جولات في جنيف، وغم عمل الطرفين على تثبيت هدنة هشة.
٣) نافذة المساعي لحلول سياسية توشك على الإغلاق بسبب دخول الولايات المتحدة في مرحلة انكفاء بسبب الانتخابات الرئاسية كما هو الحال في فرنسا بعد أسابيع قليلة.
هذه الأسباب الثلاثة التي تخوف منها الدول الأوروبية في سوف تترك حرية الحركة للقوى الاقليمية والقوة المنفلتة، وهو ما أكده كيري بقوله «الوضع في سوريا قد أفلت من السيطرة».
وبالطبع هذا التوجه الكارثي لا يناسب بأي شكل الأشكال القوى المدعوة للقاء يوم الاثنين ولربما يشكل خشبة خلاص للثنائي كيري لافروف اللذان رغم إعلان هدنة، فهما في قارب شك مشترك في بحيرة الخوف من إفلات زمام الأمور في مرحلة الفراغ الذي تفرضه أجندة الانتخابات الأميركية.
في النهاية فإن أهمية هذا اللقاء مشاركة رئيس الهيئة العليا للمفارضات حجاب لتقوية دوره وإعادة وصل ما انقطع بينه وبين الوسيط الدولي دي ميستورا  على مشارف الجولة الرابعة التي يمكن أن تلتئم في ١٧ من الشهر الجاري.