يقول إتيان دو لا بويسي في كتابه “العبودية المختارة”-يصدر قريبا عن دار الساقي بترجمة لصالح الاشمر -:
أن من يثبت الطاغية في طغيانه قلة من الرجال لا يتجاوز عددهم خمسة أو ستة يبقون البلاد مستعبدة له ؛يعيرهم الطاغية أذنا صاغية، يتقربون اليه من تلقاء أنفسهم، أو يدنيهم هو منه ليكونوا شركاءه في ما يرتكب من فظائع، ونداماه في لذته، وقواديه في شهوته’ويقاسموه غنائم نهبه.
هؤلاء يدربون سيدهم على ان يكون شريرا حيال المجتمع ،لا بشروره وحده،بل بشرورهم أيضا.
وتحت هؤلاء الستة يوجد ست مئة يستفيدون منهم ويصنعون مع هؤلاء الستة ما.يصنعه الستة مع الطاغية من سوء السيرة.
… وتحت الست مئة هناك ستة آلاف يوعدون بالمناصب أو بالتصرف في الأموال العامة، لكي يقفوا على جشعهم ويشهدوا قسوتهم-ليوقعوا بهم في الوقت المناسب- ويرتكبوا كثيرا من الشرور بحيث لا يمكنهم الاستمرار إلا في ظلهم ،ولا البقاء بمنأى عن القوانين والعقوبات إلا بفضلهم.
…وما أطول سلسلة الأتباع الذين يأتون بعد ذلك. فمن أراد أن يتتبع هذه السلسلة لن يجد الستة آلاف بل المئة ألف، لا بل الملايين الذين تشدهم هذه السلسلة إلى الطاغية. مثل سلسلة جوبيتر- كبير الآلهة في الميثولوجيا الرومانية-الذي ينسب إليه هوميروس قوله متباهيا أنه لو شدها لجذب إليه الآلهة كلهم.