- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الاحتجاجات معركة بين هولاند الاشتراكي واليسار الفرنسي

Capture d’écran 2016-05-24 à 23.19.44باريس – بسّام الطيارة (خاص)

يخوض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس معركة مكشوفة وعنيفة ضد اليسار الفرنسي متمثلاً بنقابات العمال والأحزاب اليسارية التي تدعمها.

إنها معركة لن تتوقف إلا برابح وخاسر ولا مجال بعد الآن لأي هدنة أو تهدئة. يدرك هولاند أنه ذهب بعيداً عن كافة الطروحات التي جعلت اليسار يدعمه للوصل إلى الإليزيه وبتالي فهو لم يعد يعتمد على أي إمكانية لاسترجاع دعم هذه الشريحة من الناخبين الفرنسيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مطلع العام المقبل. في موازاة هذه الحسابات نجد حسابات الاتحاد العام العمالي الذي يواجه أيضاً انتخابات في العام المقبل ويريد أن يثبت للعمال أنه المدافع الأول عن مصالحهم في محاولة لاسترداد من خرج من النقابات في السنوات الأخيرة وابتعد عن العمل النقابي .

هولاند لن يتراجع لأنه يعتقد أ٫ النقابات ستكون خاسرة في معركة كسر العظم هذه فحركة الاحتجاج  علي قانون العمل التي كان يقودها الطلاب تراجعت في الجامعات في فترة امتحانات نهاية السنة وكذلك يستعد تلاميذ المدارس للذهاب في العطلة الصيفية بينما، حركة «الوقوف ليلا» في الساحات في مختلف المدن وخصوصاً في ساحة الجمهورية في باريس بدأت تخبو، وبدأ المواطنون يتأففون من العنف الذي رافق المظاهرات في الأيام الأخيرة. كما حركة احتجاج سائقي الشاحنات التي بدأت قبل أسبوع تراجعت كذلك بعد أن وعدتهم الحكومة بدفع ساعات العمل الإضافية.في حين أن إضراب السكك الحديد قبل يومين شمل شبكة باريس وضاحيتها فقط.

بالمقابل يرى اليسار بأنه حان وقت «فك الارتباط نهائياً» بالحزب الاشتراكي بعد التحول الذي أصابه وانتقاله إلى الوسط وركوبه سياسة ليبرالية. ويقول عدد من اليساريين أن التحالف الذي بدأ مع فرنسوا ميتران قاد إلى «اضمحلال القوى اليسارية» ويعطوا مثال على ذلك قوة الحزب الشيوعي الذي تراجع من ١٧ ٪ في محتلف الانتخابات في عهد ميتران إلى ٣ ٪ في الانتخابات الأخيرة. ويعتمد اليسار اليوم على عدد متزايد من النواب الاشتراكيين الذين يستعدون للانشقاق عن الحزب الحاكم (بلغ عدد المحتجين داخل الحزب حتى الآن ٥٢ نائب يعارضون قانون العمل الذي يحمله …حزبهم).

في أفق هذا الصراع الانتخابات الرئاسية والتي تشير كافة استطلاعت الرأي على أنه في مختلف الأحوال فإن المرشح الاشتراكي أياً كان لن يكون حاضراً في الدور الثاني. بينما تؤكد هذه الاستطلاعات أن «ممثلة اليمين المتطرف» مارين لوبن ستكون حاضرة للمرة الثانية أمام اليمين الوسطي الذي يمثله حزب ساركوزي الجمهوري،

ولعل الرئيس المنتهية ولايته هولاند يسعى لخلق تيار ثالث يركب موجة الاصلاحات الليبرالية، ويتخلص من جناحه اليساري ليكتسب أصوات من اليمين المعتدل الذي يتخوف من اليمن المتطرف ومن طروحات حزب ساركوزي  التي تحاكي طروحات لوبن. أضف إلى أن الانقسامات داخل الحزب الجمهوري لربما تعطيه إمكانية الوصول إلى الدور الثاني حيث ستتجمع وراءه كل الأصوات التي لا تريد لليمين المتطرف أن يدخل الإليزيه،

يفسر هذا الحساب هذه المعركة التي تبدو وكأنها خطاب من هولاند إلى الوسط بأنه يستطيع كسر اليسار والمضي بإصلاحات يؤيدها اليمين.