- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ليس دفاعا عن أمين معلوف

Moammar 2016معمر عطوي

بكل اسف تابعت منتقدي الكاتب اللبناني الفرنسي امين معلوف بسبب مقابلة اجرتها معه محطة التلفزيون الإسرائيلي. الاسف ليس لمن يدافع عن القضية الفلسطينية او يتخذ موقفا من عدو تاريخي لا خلاف حول همجيته واساليبه العدوانية، او سياسته الاحتلالية. انما الاسف من مثقفين او مدعي ثقافة يقفون الى جانب انظمة استبداد قمعية تفوق بالفعل استبداد العدو حتى ليصل قول يوسف لأبيه “الذئب ارحم من اخوتي”.

لغة التخوين التي استخدمت مع محمود درويش حين تلقى جائزة ابداع من محتل ارضه هي نفسها لغة تخوين أدونيس لاجتماع مع مثقفين اسرائيليين في التسعينات من القرن الماضي. هي نفسها لغة التكفير عند الإسلاميين تتكرر مع كتاب علمانيين ويساريين وقوميين بعد تخوين”المتشائل” اميل حبيبي الذي ارخ الوجود الفلسطيني والحق الفلسطيني في اعماله عن فلسطين المحتلة منذ العام 48. هي اللغة نفسها التي يتكلم بها صعاليك ” الممانعة” ضد عزمي بشارة بعدما “ارتد” عن محور “المقاومة” بسبب ولائه لقطر وعمله في احضانها. وكأن قاعدتي العديد والسيلية الاميركيين على اراضي الدولة الخليجية ومكتب التمثيل الاسرائيلي في الدوحة لم تكن موجودة حين كان حسن نصرالله يصف امير قطر انذاك حمد بن خليفة بأمير المقاومة.!!

الحديث الى إعلام العدو في غير سياق النقد والمواجهة غير مبرر لأسباب تتعلق بقوانين هذا الاحتلال وممارساته واستبداده والأهم من كل ذلك احتلاله لأرض غيره. لكن أن يتحول التنافس غير الشريف وغير المتكافئ بين المثقفين العرب إلى مزايدات خصوصا من قبل مثقفين وكتاب يمالئون أنظمة استبدادية عربية واسلامية من سوريا حتى روسيا مرورا بالسعودية وقطر وإيران وحتى تركيا الى حد ما، فإن ذلك هو البؤس الذي يعيشه واقعنا الثقافي الذي لا ينتج سوى الأحكام الإعتباطية والأزمات التي تعزز حضور انظمة القمع في الواقع. النظام السوري اليوم لا يقل همجية وعدوانا عن النظام الصهيوني ونقطة على السطر.