- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

للعرب: دروس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

BT_2016نقطة على السطر

بسّام الطيارة

وأخيراً حصل ما توقعه الجنرال ديغول: خرجب بريطانيا العظمي من الاتحاد الأوروبي حيث لم يكن ديغول يرغب بقبولها ولذا انتظرت الدول الأوروبية آنذاك  ذهاب الجنرال لفتح أبواب الاتحاد أمام الجزر البريطانية عام ١٩٧٣. ولكنها أبواب لم ترد لندن أن تكون مفتوحة تماماً، فبقيت خارج نظام اليورو فحافظت على الجنيه الاسترليني وخارج نظام شنغن فحافظت على حدودها.

الدروس التي يمكن للعرب الاستفادة منها متنوعة.

الدرس الأول هو درس الديموقراطية: ما أن خرجت النتائج حتى اصطف الجميع وديفيد كاميرون في مقدمتهم وراء رأي الأغلبية.

الدرس الثاني: استخلص رئيس الوزراء نتيحة استفتاء جاءت مخالفة لما دعا إليه فقرر الاستقالة.

الدرس الثالث: لا عجلة ولا استعجال في كتابة التاريخ، لذا فإن الحكومة البريطانية قررت قبل الاستقالة «العمل والتمهيد» لخروج آمن من الاتحاد الأوروبي.

الدرس الرابع: احترام القوانين المكتوبة أيا كانت النتائج. المادة ٥٠ من المعاهدة الأوروبية تنص صراحة على أن نتيجة الاستفتاء هي إقرار لا عودة عنه بطلب الخروج والباقي تفاصيل, ولم يحاول أي قطب بريطاني أم أوروبية إيجاد مخارج أو تظبيطات لتدارك الخروج وهو حدث تاريخي لا جدال فيه وانعكاساته ستكون رهيبة.

هل يعني هذا أن الاتحاد الأوروبي «فشل»… وأن على بعض العرب الإشارة إلى هذا الفشل لاستبعاد فكرة وحدة عربية على شاكلة هذا الاتحاد؟

إن الاتحاد الأوروبي رغم هذا الانفصال التاريخي ما زال تجربة ناجحة لا ريب فيها جمعت ٢٨ دولة (بات العدد ٢٧) تتحدث ٢٧ لغة (ما زال العدد  ٢٧ لأن إيرلندا ما زالت تتمسك بالاتحاد) دول لها اقتصاديات متفاوتة الوزن في مجتمعات تعيش مستويات مختلفة لها عادات متقاطعة، هذا الاتحاد استطاع جمع هذه الشعوب لتكوين أكبر كتلة اقتصادية في العالم. وخروج بريطانيا لن يغير هذا الوضع.

بينما الدول العربية الـ ٢٣ تتكلم لغة واحدة لها اقتصاديات متقاربة مجتمعاتها متشابهة وتستطيع أن تكون كتلة اقتصادية منيعة لها وزن لا بأس به في ركاب الكتل الاقتصادية الكبرى. وطريق الاتحاد أمام الدول العربية يفتح أبواب التغيير لنقلة نوعية لمجتمعاتها وتقفل فجوات كثيرة دخلت منها رياح الفتنة.

فهل من سامع ؟