نابلس ــ خاص “أخبار بووم”
اعتاد سكان شمال الضفة الغربية، وخصوصاً سكان القرى الفلسطينية فيها، على الاستيقاظ على كوارث المتطرفين من المستوطنين اليهود. فتارة يحرقون حقول الزيتون واللوزيات، وتارة أخرى يتركون خنازيرهم البرية تعيث في الحقول فساداً، وتهاجم المواطنين، وتارة ثالثة يحرقون المساجد ويطلقون النار وينكلون في المزارعين وسط حقولهم.
لكن الفلسطينيين ما انفكوا عن اختراع أية طريقة لملاحقة هؤلاء المستوطنين ومحاولة النيل منهم، وهذه المرة عن طريق محاكمهم الإسرائيلية نفسها، كما أعلن الفلسطيني بشار القريوتي، الناشط ضد الاستيطان الإسرائيلي.
فقد أكد الناشط في مواجهة الاستيطان بشار القريوتي أنه على استعداد للمثول أمام المحاكم الاسرائيلية للشهادة ضد المستوطنين والاعتداءات التي يقومون بها بحق المزارعين الفلسطينيين في شتى المناطق، لا سيما قريته (قريوت) التي شهدت وتشهد اعتداءات عنيفة ومتواصلة من قبل مستوطني المستوطنات التي تحيط بها وهي “شيلو” و”عيليه” و”شيفوت راحيل”.
القريوتي أعلن تلقيه اتصالا هاتفيا من قبل النياية العامة الاسرائيلية سألته عن مدى استعداده للمثول أمام المحكمة ليكون شاهدا على اعتداءات المستوطنين، خصوصاً انه سبق وأن تقدم بعدة شكاوى ضد مستوطنين بأسمائهم الشخصية، موثقا ذلك بأوراق ومواد مصورة لهم خلال اعتداءاتهم على المزارعين وأراضيهم. القريوتي ورغم عدم ثقته بالمحاكم الاسرائيلية، وكون القضاء الاسرائيلي غير نزيه ومنحازاً كلياً للمستوطنين، إلا انه أكد استعداده لمجابهة المستوطنين أمام أي جهة كانت، وأنه لن يتوقف عن مقاومتهم ومواجهتهم مهما كلفه الامر، مطالبا كافة الفلسطينيين الذين يتعرضون لأي اعتداء من قبل المستوطنين تقديم شكاوى الى كافة الجهات المعنية بالامر، لفضح تلك الجرائم ومحاولة وضع حد لها، في ظل الدعم الذي يلقاه المستوطنون من الحكومة الاسرائيلية التي تغض الطرف عما يقومون به، وكذلك الدعم غير المحدود من قبل الجيش الاسرائيلي الذي يقف متفرجا بل ويساندهم خلال اعتداءاتهم على المواطنين العزل.
ويقول القروتي إنه سيذهب من منطلق “ثقته بالله اولا واخيراً، ومن ثم إصراره على نيله حقه والدفاع عن حقوق المظلومين”، مؤكداً أنه لن يتراجع رغم قناعته بإمكانية تعرضه للمس الجسدي المباشر من قبل المستوطنين الذين يترقبونه وزملاءه الذين يواجهونهم، لكن ذلك لن يدفعه للتراجع مهما كان”.
بشار القروتي يعد من أبرز الناشطين في مجال مجابهة الاستيطان في قرى جنوب محافظة نابلس، ويقوم بمتابعة الاحداث التي تقع أولا بأول، موثقا ذلك بالصور الثابتة والمتحركة “الفيديو”، ويعمل على تسليمها للمؤسسات الحقوقية والاعلامية لفضح جرائم المستوطنين. كما سبق أن تعرض لاعتداءات واعتقالات عدة من قبل الجيش الاسرائيلي، وتعرض للضرب والاصابة المباشرة في الرأس أكثر من مرة خلال مواجهات مع المستوطنين.