- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أردوغان يفتتح أكبر مسجد في تركيا

شمليجاتعانق مآذن جامع شامليجا سماء إسطنبول، وتطل شرفاته ونوافذه على أجزاء واسعة من المدينة، وهو استقبل الجمعة أولى الصلوات فيه، مع قرب إنجاز واحدة من أكبر الورشات العمرانية في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان.

أشرف أردوغان بنفسه على بناء هذا المسجد الضخم الأكبر في تركيا، والذي أثار جدلا كبيرا في البلاد.

ويرتفع المسجد على تلة شامليجا الخضراء، في الجانب الآسيوي من إسطنبول، بحيث تقع أنظار كل من في هذا الشطر من المدينة عليه.

وقد قصدته الجماعات الأولى من المصلين ليل الجمعة، لإقامة صلاة التراويح في باحته، وليس في داخله، إذ أن بعض الأعمال ما زالت قيد الاتمام.

ورغم وجود اعتراضات من جانب بعض المعماريين والبيئيين، وصولا إلى تقديم شكاوى أمام القضاء، لم يحل شيء دون مواصلة العمل في هذا المسجد، وإنجاز تشييده في سنوات ثلاث.

يمتد مسجد شامليجا على 15 ألف متر مربع، وهو يتسع لستين ألف شخص، وفيه مكتبة ضخمة وقاعات محاضرات ومتحف للفنون الإسلامية التركية ومشاغل فنية.

وترتفع كل من مآذنه 107,1 أمتار، أي أعلى من مآذن مسجد المدينة المنورة. وفي هذا الرقم رمزية خاصة، إذ أن فيه إشارة إلى عام 1701، الذي انتصر فيه السلاجقة على البيزنطيين في معركة ملاذكرد في زمن السلطان ألب أرسلان التركماني.

يرى منتقدو أردوغان، أنه من خلال بناء هذا المسجد الأكبر وأمور أخرى مشابهة، يحاول أن يتمثل بالسلاطين الذين حكموا الدولة العثمانية.

والمسجد هذا بمآذنه الست، هو واحد من المشاريع الكبرى التي أنشئت في تركيا في الفترة الأخيرة، مثل القصر الرئاسي ذي الغرف الألف ومئة وخمسين، ومطار ثالث في إسطنبول، والجسر الجديد فوق البوسفور، وقناة إسطنبول، وهي مشاريع لا يتردد أردوغان نفسه عن وصفها بأنها “مشاريع مجنونة”.

صممت هذا المسجد مهندستان تركيتان هما باهار ميزراك وخيرية غول توتو، فازتا بالمسابقة التي أقيمت لاختيار المصممين.

لكن رغم ذلك، تثير هندسة المسجد اعتراض بعض المعماريين والمتخصصين بالتنمية الحضرية، فهم يرون أن نمط البناء ما هو إلا “عمارة استعراضية” خالية من الذوق الرفيع.

ويقول تيفون كهرمان المتخصص بالتنمية الحضرية لوكالة فرانس برس “من حيث الهندسة المعمارية، لا يوجد أي ابتكار، إنها نسخة باهتة عن المسجد الأزرق”.

والمسجد الأزرق، أو مسجد السلطان أحمد، من أجمل مباني إسطنبول، وهو من تصميم المهندس خوجة معمار سنان آغا في القرن الثالث عشر، وهو كان حتى إنشاء مسجد شامليجا، المسجد الوحيد الذي ترتفع فيه ست مآذن في إسطنبول.

ويقول منتقدو المشروع أيضا إن إسطنبول لا تحتاج إلى مشاريع عمرانية من هذا النوع، وهي الغنية بالتحف المعمارية مثل المسجد الأزرق وآيا صوفيا ومسجد السلطان سليمان القانوني، والغنية بالمساجد البالغ عددها ثلاثة آلاف و317.

إضافة إلى ذلك، كانت تلة شامليجا إحدى آخر المناطق الخضراء في إسطنبول.

ويقول كهرمان “إنها محمية طبيعية لها هويتها في البوسفور منذ آلاف السنين”، معربا عن استيائه من “إبدال الجمال الذي وضعه الله في هذا المكان بمسجد”.

ولن يقتصر الأمر على ذلك، بل إن المسجد يتطلب أن تشق أنفاق مؤدية إليه، وأن تقام مواقف للسيارات في محيطه، وهو ما يعترض عليه المعترضون أمام القضاء.

من الجهة المقابلة، يؤكد أنصار المشروع أن التلة “ستصبح أكثر جمالا بعد بضع سنوات”، كما يقول أرجين كلونك أحد المسؤولين عن المشروع لوكالة فرانس برس.

ويضيف “المباني القديمة ستجدد، ستكون التلة أكثر اخضرارا”.