- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الاتحاد الأوروبي يبرز مكونات الشعوب ويفكك دولها

BT_2016نقطة على السطر

بسّام الطيارة

ملأت التحليلات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الصحف والوسائل الإعلامية. صادف أنه في نفس الاسبوع «خرجت انكلترا» من تصفيات كأس أوروبا لكرة القدم بهزيمة نكراء منقبل دولة صغيرة تقع على مدار القطب الشمالي إيسلندا وعدد سكانها لا يزيد عن ٣٤٠ ألف نسمة.  لمعرفة الرابط بين الخبرين لننظر إلى من تابع مشواره في كأس أوروبا: دولة ويلز وهي دولة صغيرة (٣ مليون نسمة) وهي إحدى مكونات بريطانيا : بلاد ويلز* وهي بلاد سكانها لهم طباع شبيهة جداً بطباع «الفايكنيغ» في إيسلندا وإن كانوا «سيلتيك» الأصول.

إذا وضعنا جانبا القوانين العديدة والمتنوعة التي يشتكي منها من يحمل «فوبيا أوروبية» يمكن القول إن  الاتحاد الأوروبي ساهم بتحديث الروابط بين مكوناته من الدول الأوروبية التي عانت الكثير من الحروب، وقلص الربط بينها بمعاهدات يسرت حياة مواطنيها أكان من ناحية التنقل الانتقال إذ رفعت الحدود بين دول الاتحاد وأسست لعملة أوروبية موحدة (يورو).

ولكنه وبشكل مباشر برهن للمكونات الصغيرة التي تتألف منها كل دولة أوروبية أنه بإمكانها «الخروج من إطار الدولة المركزية المهيمنة» وأن تعيش بحرية أكبر ضمن الاتحاد الأوروبي.

الأمثلة كثيرة :

في هذه الدول وفي عدد من الدول الأخرى مثل ألمانيا (الفيدرالية) يمكن لكل مكون أن يطالب بنوع من الاستقلالية عن الحكم المركزي «الوطني» دون الخروج من الاتحاد الأوروبيو وهو ما يخيف دول الاتحاد الأوروبي أكثر من تدهور قيمة الجنيه الاسترليني.

وبالفعل فإن اسكتلندا كان أول «منطقة» ترى إمكانية البقاء في الاتحاد الأوروبي عبر الخروج من إطار بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي. نسي سكان إيرلندا الشمالية الصراع الطائفي مع الشقيقة جمهورية إيرلندا، وتستعد كاتالونيا لإطلاق استفتاء حول الانشقاق عن اسبانيا.

هنا تكمن خلاصة أبرز ما فعله الاتحاد الأوروبي في النفوس عبر  طمأنة «الشعوب» التي تشكل مكونات الدول المضوية تحت لواءه أظهر لها إمكانية العيش بأمان دون دولة مركزية> أي أنه أعاد عقارب الساعة إلى القرن السابع عشر عندما كانت تلك الشعوب تعيش لغاتها بحرية وتضبط مجتمعاتها حسب عاداتها وتقاليدها.

 

 

 

 

 

*