- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سويسريات ١: إنها الجنّة

atwi_2016_2معمر عطوي

إنها الجنة بالفعل، هذا هو الوصف الطبيعي لسويسرا، وطن السلم والهدوء والجمال واللطاقة. هنا قد لا يكون للانسان حاجة للحلم بوطن أفضل أو بقانون أرحم أو بسياسة أكثر فعالية وخدمة للمواطن. ليست مبالغة، إنما هو واقع متجسد في قانون سنّ لخدمة الإنسان؛ يبدأ من نظام السير ونظافة البيئة والشوارع وينتهي في سياسة احتضان الفارين من القمع والاضطهاد والحروب تحت عنوان اتفاقية جنيف لحماية اللاجئين. وجنيف من كانتونات سويسرا الفاعلة دولياً بحكم وجود معظم المنظمات الأممية وهيئات الدفاع عن حقوق الإنسان، إضافة الى الهيئات العلمية والأكاديمية والسياسية الدولية.

في سويسرا تتكامل الطبيعة بجمالها الخلاب مع مياه ثلوج جبال الألب ووجوه الحسناوات. هنا ينطبق المثل “المياه والخضرة والوجه الحسن”.

في الطبيعة، لوحة فنية تتمرأى في تلك البيوت المتشابهة بلا استثناء، من خلال عناية أصحابها بزراعة الورود على النوافذ وفي الحدائق التي تبدو مرتبة ومنظمة لا تشوبها شائبة. هكذا

هي الشوارع والطرقات أيضاً، نظافة لدرجة اختفاء حتى أعقاب السجائر.

اما الأملاك العامة فهي في حفظ وصون المواطن إلى درجة التعامل معها كملكية خاصة. يمكن ملاحظة ذلك في نظافة المراحيض والمسابح العامة المجانية، وركن معدات وأشياء ثمينة في الشوارع من دون أن يمد أحد يده اليها ليسرقها.

ليست مبالغة حين توصف سويسرا بالجنة، اذا ما قيست بدول أخرى حتى أوروبية منها، أما المقارنة بينها وبين دول العالم الثالث غير صالحة بل ظالمة ومجحفة. وفي مشاهدات أخرى تالية قد تتكشّف أكثر صور هذه الجنة التي ليست موعودة بل متحققة في الواقع.