باريس – أوراس زيباوي (خاص)
مبنى الانفاليد (Invalides) الذي بقع في الدائرة السابعة ويعد من معالم العاصمة الفرنسية ومن أبرز الأمكنة التي يرتادها السواح بسبب قبته الذهبية المحلقة في السماء وعمارته المميزة التي تعد من روائع العمارة الفرنسية الكلاسيكية، يتحول مساء كل ليلة خلال فصل الصيف الى مسرح حي يتعرف فيه المشاهدون من خلال أحدث تقنيات الصوت والضوء الى تاريخ فرنسا وباريس بالتحديد. عنوان العرض «الليل في الانفاليد» (La Nuit aux Invalides) هو من إخراج «برونو سيليه» (Bruno Seillier ) المعروف عالميا بإعداده للمواضيع التاريخية وفق التقنيات المتطورة في استخدام الصور والفيديو على جدران الصروح الفرنسية ومنها ما قدم في مدينة أفينيون وما يقدم اليوم في باريس.
كل مساء ابتداء من الساعة العاشرة والنصف يقف زوار الانفاليد في ساحته الداخلية المفتوحة على الهواء الطلق ليشاهدوا على جدرانها وليستمعوا الى حكايات تختصر أبرز المراحل التي مر بها التاريخ الفرنسي منذ الأزمنة القديمة وحتى اليوم. عرض مسرحي بلا ممثلين وهو يعتمد على الصور والموسيقى ولعبة الإضاءة وصوت الحكواتي الذي يروي لنا الأحداث الكبرى منذ تأسيس الملكية مرورا بالثورة الفرنسية الى زمن الجمهورية.
عرض مميز يتوجه للصغار والكبار وهو يستعيد معهم أسماء كالملك لويس الرابع عشر الذي أمر ببناء مبنى الانفاليد عام 1670 ليكون ملجأ للجنود المرضى والمصابين وهو تحول لاحقا الى متحف وطني للجيش الفرنسي ويضم اليوم مجموعة من الأبنية منها ضريح الامبراطور نابليون بونابرت كما تقام فيه باستمرار حفلات استقبال للشخصيات العسكرية والسياسية من العالم أجمع.
نشير أخيرا الى أن ما يميز عرض هذا العام بالنسبة للأعوام السابقة هو إدخاله العديد من الإضافات التي تبهر المشاهد بحركتها وتحولاتها على الجدران كما أن العرض يقدم كل اثنين وكل خميس باللغة الإنكليزية لاستقطاب السواح الذين يجهلون اللغة الفرنسية ويودون التعرف على أسرار باريس وعمق التاريخ بأسلوب تعليمي شيق ووفق أحدث التطورات التكنولوجية.
يدوم العرض حتى ٢٧ آب/اغسطس .