- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الإرهاب … حرب مئة عام

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

متى تبدأ الحرب؟ ومتى تنتهي الحرب؟ كل الحروب لها أهداف تبدأ لتفيذها وتنهي عند الوصل إما إلى هذه الأهداف أو إلى توازن وتوافق بين المتحاربين على عدم القدرة على تنفيذ هذه الأهداف كل من جهته .

اليوم هناك حرب معلنة بين الجهاديين الإسلاميين المتطرفين وبين العالم وبشكل خاص بين النصرة-القاعدة وداعش-القاعدة وبين القوى الغربية. متى تنتهي هذه الحرب؟

الحرب هي كما يقول الاستراتيجي الألماني كارل فون كلاوزفيتز:« تكملة للديبلوماسية بوسائل مختلفة». أما الديبلوماسية فيمكن تعريفها بأنها «العلاقات القائمة بين الدول أو المجموعات للدفاع بطرق تفاوضية عن مصالحها المتبادلة» وتشمل الديبلوماسية « فن المفاوضات» وصولاً لنوع من التوزان يحفظ مصالح الأطرف.

ولكن يظهر التاريخ أن الحروب تندلع، في بعض الأحيان، لأسباب بعيدة جداً عن أهداف سياسية أو لحفظ أو كسر توازنات على طاولات المفاوضات الديبلوماسية أو السياسية. في حالات كثيرة تبدأ الحروب من شرارة صغيرة وتتغذى من نيرانها للتتسع دائرتها في المكان والزمان. وتكتسب ديناميكية خاصة تغذيها وتكبر معها لائحة الأهداف المعلنة أو غير المعلنة.

في هذه الحالة ومع تقدم الوقت وديمومة الصراع تتكشف أسباب مكدسة ف ياللاوعي كانت خافية قبل الصراع ولكن الصراع يسلط الضوء عليها ويبرزها لتزيد من وقد أتون الحرب القائمة وتغذيها ولتزيد اشتعالاً وضراوة.

كذلك هي الحرب بين الغرب والقاعدة (النصرة وداعش) هي حرب انطلقت من شرارات صغيرة (أفغانستان الصومال،العراق، ليبيا، اليمن سوريا و… فلسطين) ومع ديمومة واتساع رقعة الصراعات لتشمل الغرب كديموقراطيات من جهة والجهاديين كإسلام بشكل عام من جهة ثانية، وخرج من لاوعي الطرفين كل ما تخزن عبر طبقات التاريخ من آثار الصراعات، وخرج معها كم من التعابير التي تزيد من تأجيج الصراع (الحملات الصليبية، الجهاد الإسلامي، الغرب الشرق، الدموقراطية الغربية، التسلط والانفراد بالحكم، التقدم والتخلف إلخ…).

ولكن لم يمنع هذا القاعدة (النصرة وداعش) من أن تقتل وترهب العالم العربي والإسلامي أضعاف ما تفعله في الغرب (العراق وسوريا وتونس والسعودية والكويت واليمن وليبيا والصومال أندونيسيا وبنغلادش وأفغانستان).

بين الغرب والقاعدة (النصرة وداعش) لا توجد أهداف يمكن التفاوض حولها: فالتيارات الجهادية تبدو تيارات ذات سياق  «عدمي» (نيهيلي) لا أهداف لها، وفي المقابل فإن أهداف الغرب ومعه كل الحكومات الإسلامية (حسب تصريحاتها) هو «استئصال» هذه التيارات… أي تحويلها إلى «عدم».

وهنا يبدو وكأنه يوجد ترابط توافقي بين أهداف الطرفين المتحاربين: طرف يسعى وراء العدم وآخر يريد دفعه نحو العدم. وجهد الطرفان يغذي أهدافهما ويزيد من ديمومة الصراع.

هي حرب لا استنزاف فيها بل تحمل في طياتها دينامكية ديمومتها ويدفع ثمنها الأبرياء كما يحصل كل يوم في بقعة من بقاع العالم قبل أيام في العراق وبنغلادش ونيجيريا وأمس في نيس على الريفيرا الفرنسية.