- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

دعم كلينتون «من يجربُ المُجَرَبَ…. عقله مخرب»

Capture d’écran 2016-07-21 à 10.41.21نقطة على السطر

بسّام الطيارة

حصل انقلاب في تركيا فجاءت التعليقات عليه لتحاكي الانقسام العربي البعض صفق والآخر حذّرَ. فشل الانقلاب فانقلبت ردات الفعل المصفق خاب والمحذِّر انتعش. هذه حال العرب والرأي العام العربي يقرأ أحداث العالم عبر نظارات انقساماته ونزاعاته وتطلعاته.

ولكن توجد اليوم  مفارقة غربية جعلت هذا الرأي العام العربي «موحداً»! نعم وحّدَ دونالد ترامب الرأي العام العربي وجعله يقف صفاً واحداً وراء هيلاري كلينتون.

إن دل على شيء هذا الاصطفاف فهو يدل على تبعية فكرية للغرب وللأفكار الغربية والإعلام الغربي، تبعية لا مثيل لها.

يتابع الإعلام العربي ما يكتبه الإعلام الغربي عن دونالد ترامب وحفظ ٩٩ في المئة من العرب كل القصص المثيرة والمضحكة والغريبة التي تصدر إما عن المرشح الجمهوري نفسه أو عن فريقه بما فيهم زوجته الثالثة «ميلانيا».

تشمئز النفوس العربية من طروحات ترامب حول الهجرة المكسيكية وكأنهم سفراء أميركا اللاتينية. وإذا تطرق ترامب إلى اتفاقات التجارة مع أوروبا والصين يثور الرأي العام العربي وصحافته وكأن العرب هم المستفيدون من هذه الاتفاقات، عندما ينتقد بحدة عنف التطرف الإسلامي تقوم قيامة العرب ليبدوا وكأنهم لا يعيشون تحت وطأة هكذا عنف ولا يريدون التخلص منه، أما حين ينحرف ترامب وينتقد النساء تأتيه الانتقادات من بلاد ما زالت معاملة النساء فيها بعيدة جداً عن معايير العصر الحديث وتهب صحافة بعض الدول لتدافع عن «الجنس النسائي» في أميركا مهملة اللواتي لا يستطعن قيادة سيارات.

في السياسة تهوج وتموج الصحافة واصفة «انحراف الحزب الجمهوري يمينياً بعد تبنيه ترامب مرشحاً». تنتقد الوسائل الإعلامية العربية «انقسام الحزب الجمهوري ومن ثم التماسك والتوحيد حول ترشيح ترامب» فتبدو كم هي بعيدة عن معرفة «أصول اللعبة الديموقراطية» حيث يتنافس عديدون ولكن عند النتيجة النهائية يتوحدون وراء الفائز…

وسائل الإعلام العربي، وتحت تأثير الإعلام الغربي تنقل مع إضافات كل التعليقات التي تنتقد ترامب وتحملها وتروج لها وتأخذ عليه اعتماده على تصويت البيض وتتهمه بالعنصرية وكأن أحوال عالمنا العربي في أفضل ما يرام ولا ينقصنا سوى الاهتمام بعنصرية الآخرين.

أما هيلاري كلينتون فلا مأخذ عليها في الإعلام العربي الذي تناسى أنها تبوأت وزارة الخارجية الأميركية ٤ سنوات وأن قضايانا العربية تحملت من سلبطتها ما لم تعرفه من سلبطة في العهود السابقة، وأن مواقفها الداعمة لأسرائيل هي التي قصمت ظهر مبادرات الرئيس أوباما الذي حاول فرض وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة. كانت حليف نتانياهو الأول في الإدارة الأميركية. أما  دورها في  ما يسمى بـ«الربيع العربي» فحدث ولا حرج … في ليبيا وفي سوريا، ناهيك عن «ملاحظاتها العنصرية تجاه العرب والمسلمين». كلينتون التي افتتحت حملتها الانتخابية في وسط اللوبي الاسرائيلي بخطاب «دعم أبدي لاسرائيل».

ولكن بما أن «الطبل الغربي» يهدج بأن ترامب «عاطل» وأن كلينتون «جيدة» يلحق بصوت هذا الطبل المصفقون العرب دون الإلتفات إلى ما يضر وما ينفع العرب وقضايا العرب.

يقول أهل بيروت «من يجربُ المُجَرَبَ…. عقله مخرب» هلاري كلينتون سبق للعرب (كما للأميركيين) تجربتها فهل يلهث العرب لرؤيتها في البيت الأبيض لتضاعف دعمها لاسرائيل وتعيد استهزاءها بالعرب؟ أم أن العرب ينظرون إلى مصالح المواطن الأميركي ويتبنون منظور صحافته قبل مصالحهم؟

إنه انفصام الشخصية السياسية العربية: تقلد الغرب في الشؤون العليا وتهتم بها بينما الأولى بها الاهتمام بشؤونها القريبة المصيرية… أو اليومية.