- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السعودية وإسرائيل

Capture d’écran 2016-07-27 à 23.21.42سلوى فاضل

اللقاءات السعودية الإسرائيلية باتت علنية، ولم يعد ثمة خجل او حياء في هذا الإطار من دماء الفلسطينيين على الأقل. بل ان جنرالا سعوديا سابقا زار الكيان الغاصب، وبرأ ساحته من الإرهاب، متهما إيران بذلك.

يحتار المرء بماذا يعلّق على تصريحات الجنرال السعودي (ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في جدة) المقرب من العائلة الحاكمة في السعودية أنور عشقي؟

أهو فعلا واع لما يقوله ولما يفعله؟ وهل إتخذت السعودية أيّ إجراء ضده او ضده مركزه في جدة؟ وبماذا يمكن تعليل سبب هذا التقارب الا لكونه بسبب العداوة المذهبية والسياسية لإيران؟ التي الى الان لم تُوقف المساعدات لفلسطينيّ غزة حسبما أعلن مسؤول حماس في لبنان في لقاء مع “جنوبية”.

تاريخيا، حاربت السعودية مصر عبد الناصر، وبعدها مصر مرسي، ومن ثم مصر السيسي بشكل ما رغم دعمها له لمواجهته الإخوان المسلمين، وحاربت بشار الأسد لخلافها العقائدي معه والسياسي، وتختلف مع تركيا، وتتحارب مع ايران كونها دولة إقليمية ذات سياسة نقيضة لسياستها الإقليمية.

وحاربت اليمن، اضافة الى دعم ملك البحرين إبان ثورة شعبه، وحاربت معمر القذافي ومن ثم طوقت لبنان حيث منعت الهبة عنه، ومنعت مواطنيها من زيارته، وقبلها حاربت تونس حين استضافت رئيسها المخلوع والثورة لما تهدأ بعد.

ففي السابق حين كان يتم تسريب أي خبر عن لقاءات سعودية- اسرائيلية كانت الأقلام تتسارع للنفي، الا انه بعد لقاء الأمم المتحدة بين ديبلوماسيين سعوديين واسرائيليين العام الماضي العلنية، ولقاءات اليوم باتت الصورة هي التي تتكلم وهي التي تنقل دون أي خبر مرافق او أدعاء تسريب. ولم يعد من مجال للقول انه تلفيق او مونتاج.

لماذا أيها السعوديون؟ ما سرّ تقاربكم مع العدو الأوحد للعرب والمسلمين والمشرقيين والمسيحيين وللإنسانية، فهو الذي قتل وهجر من الفلسطينيين واللبنانيين ما لا يُحصى، قبل وجود حزب الله بكثير، وقبل ادعاء ان سياسة لبنان الخارجية مسيطر عليها من قبل دول شقيقة.

هل بعتم القضية؟ وأنتم أصلا لم تشتروها ولم تدعموها، وأنتم من ادعىّ تقديم مبادرة السلام العربية عام 2000 حيث ان إسرائيل لم تبال ولم تعترف بها أصلا.

واللافت هو قول أنور عشقي: “السعودية وإسرائيل تتشاركان أفكارا ضد إيران والإرهاب”. وهل الارهاب أمرا آخرا غير إسرائيل يا أنور الثاني؟؟

ويضيف “نريد أن تتوقف الأسباب التي ولّدت هذا الإرهاب، وهي الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني”.

ونقول له: إذن لتعد الأرض الى أهلها الفلسطينيين فتتوقف مقاومتهم الإرهابية. هل فكرت دولتك يوما ان ترسلك الى غزة المحاصرة؟ هل فكرت دلتك يوما ان تساعد الفلسطيني من خلال تشغيله في مؤسساتها التي تستدعي إليها الأجانب الغربيين؟ هل فكرت دولتك في إمداد عوائل رام الله على سبيل المثال، كونهم ليسوا حمساويين، بالمال للتعلم؟ هل فكرت دولتك بمساندة هؤلاء “الإرهابيين الفتحاويين” حتى يتراجعوا عن إرهابهم من خلال مساندتهم ماديا ومعنويا وسياسيّا؟

بماذا فكرت يا “أنور الثاني” حين دخلت أرض فلسطين المغتصبة؟ وأسألك هل أنت عربي أم خيبري؟ مسلم ام يهودي؟