- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عند العرب: الأمور الصغرى والأمور الكبرى

mohamad Farhatمحمد فرحات

عندما رُشِق جورج بوش بالحذاء ” قامت قيامة ” الكثيرين وإعتبروا ذلك الحدث بمثابة ” نصر تاريخي “. واليوم، تضج مواقع التواصل الإجتماعي بموضوع البعثة الأولمبية اللبنانية ومنعها العبريين من دخول ذلك الباص، حتى وصل الأمر عند البعض أيضاً ” لنصرٍ تاريخي ” آخر.
مع تقديرنا البالغ ل ” قاذف ” بوش بالحذاء، وللبعثة اللبنانية التي قذفت هؤلاء الى الخارج، إلا أنّ إعطاء الأمرين هذا البُعد هو شيء مُخجل لعدّة أسباب أهمّها أنّ بوش والعبريون يغضّون النظر عن هذه الأنواع من الحوادث ويمضون قُدماً في ما يفكّرون به أو يريدون إنجازه. نحن نحتفل بهذه الأحداث لشهور، ومن الممكن ” أن نجعلها أعياداً وطنية “…
أليس من الأجدى التفكير في كيفية ” رغلجة ” بلد بلا ماء وكهرباء وخدمات، مليء بالفساد والفاسدين وناهبي المال العام والخاص، ناهيك عن النفايات والتلوّث والفوضى؟
نجح حكّامنا في جعلنا لا نفكِّر الا في أمور لا تفيد، وأن ننسى أموراً تمس إنسانيتنا كلّ لحظة.
” إنظروا الى الأمور الكبرى… تفاصيل حال وأحوال البلد والناس هو أمر صغير مقابل القضايا المصيرية “… هكذا يكون ردّهم عندما تسألهم عن حقوقك بالحد الأدنى من العيش الكريم.