- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معركة حلب

abdullah Al Aliعبد الله علي
المعارك الجارية في حلب حالياً وخصوصاً على محور الكليات، تعكس أهمية الانجاز الذي حققه الجيش على محور كاستيلو. لا لعب في معركة حلب ولا استخفاف، وإن بدا نتيجة شراسة القتال وتبدل نتائجه باستمرار أن الأمر شبيه بذلك أو ينطوي على شيء منه. حلب ليست قلب الشمال ولا مجرد عاصمة اقتصادية وحسب، لذلك كان من الطبيعي ألا تكون معركتها سوريّةً فقط. معركة حلب حرب إقليمية ودولية لأنها بقعة أرضية تختزن أسرار الشفرات الجيوسياسية للمنطقة والاقليم. فلا التخلي عنها وارد .. ولا السيطرة عليها مسموح بها من دون وجود صيغة لإدارة ذلك بما يضمن مصالح معظم الأطراف المؤثرة. وكل طرف يسعى لتحسين موقعه في الصيغة النهائية التي يمكن أن تحكم المدينة لعقود قادمة.

وهذه الجولة الجديدة من المعارك ما هي إلا جزء من معركة حلب المستمرة، وبغض النظر عن نتيجيتها سواء تمكنت من فك الطوق أو لا فإنها ستكون درجة أخرى ترتقيها الحرب الحلبية نحو تصعيد جديد. فإذا تمكنت الفصائل من فك الطوق سيعمل الجيش السوري على إعادته من جديد. وإذا حوصر لن يسكت قبل فك الحصار كما حدث في العام 2013 عندما صنع المهمة شبه المستحيلة بفتح طريق خناصر والحفاظ عليه. أما إذا انتهت هذه الجولة دون تحقيق الهدف منها وهو فك الطوق فإن الفصائل ستجدد المحاولات مرة بعد أخرى سواء من نفس المحور أو من محاور أخرى. وفي كلتا الحالتين فإن ما ينتظر حلب هو التصعيد ريثما تتبلور التفاهمات السياسية بين الأطراف المعنية.