- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هيلاري … سيدة البيت الأبيض

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

قبل ثلاثة أشهر وفي الثامن من تشرين الثاني المقبل ، إستعرت الحملات الانتخابية الرئاسية الاميركية بين المرشحين هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري. دخلت وسائل الاعلام على خط المواجهة واستخدمت كافة ” الأسلحة الثقيلة ” في توصيف الطرفين من الخيانة الى الكذب الى الجهل والجنون ، كلها أوصاف تم تداولها في المقالات والتحاليل لكبريات الصحف الاميركية التي أخذت موقفا من هذا الاستحقاق .

أُرغم الحزب الجمهوري على تبني ترشيح ترامب أمام خسارة مرشحيه وانسحابهم على الرغم من الخطاب المتطرف في موضوع الاسلام والمكسيكيين والنساء وعلى الرغم من عدم توقع ردات فعله في أي ملف يمكن التطرق إليه سواء داخلي أم خارجي ، وهو كان يحقق أرقاما جعلته على تماس مع المرشحة الديمقراطية كلينتون . إلا أن ” السقطة ” التي وقع فيها مؤخرا والتي تمثلت برد فعله على عائلة الجندي الاميركي الذي قتل في العراق خضر خان ، في احتفال الحزب الديمقراطي والذي تم خلاله تبني ترشيح كلينتون ، جعلته يتراجع في استطلاعات الرأي وخلقت بلبلة في الحزب الجمهوري الذي إضطر الى الرد عليه . فبعد الخطاب المؤثر لعائلة خان ذات الأصول الباكستانية المسلمة والذي إنتقد ترامب بسبب تصريحاته عن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة في إطار محاربة الارهاب ، إعتبر خان ” ان المرشح الجمهوري لم يُضح بأي شيء لبلاده ” وسأله وهو يحمل نسخة كتيب صغير  ” هل قرأت دستور أميركا سأعيرك نسختي منه بكل طيبة خاطر ” ، ولم يتأخر رد ترامب عبر تويتر ” لقد تعرضت لهجوم شرس من قبل السيد خان ألا يحق لي أن أرد ، هيلاري هي من صوتت لحرب العراق وليس أنا ” .

هذا الجدل أثار ردود فعل واسعة وجاء الرد من السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي انتقد ترامب قائلا
“إن منح حزبنا الترشيح لترامب لا يمنحه الحق المطلق في تشويه سمعة الأشخاص الذين يعدّون الأفضل بيننا”.
مشيدا بالكابتن خان، ووصفه بأنه “مثال مشرق” للشجاعة والإقدام، وشكر عائلة خان على هجرتها إلى الولايات المتحدة، وأضاف “ابنكم كان أفضل ما تملكه أميركا وذكرى تضحيته ستجعل منا أمة أفضل، لن ننساه أبدا”. الغضب الجمهوري وصل حد طلب البعض بإلغاء ترشيح ترامب واختيار شخصية أخرى إلا أن ذلك لم يلق صدى خصوصا قبل أقل من مئة يوم على الانتخابات .
في المقابل ، صعدت كلينتون في استطلاعات الرأي وتجاوزت ترامب بثماني نقاط بعد الاحتفال الديمقراطي ، والذي شكل داعما أساسيا مع دخول الرئيس الاميركي باراك أوباما وزوجته ميشال في حملة الدعم إضافة الى مجموعة واسعة من رجال الاعمال والأثرياء والسياسيين الذين كانوا سابقا في صف الجمهوريين لكنهم يرفضون التصويت لترامب مثل الرئيس السابق لبلدية نيويورك البليونير مايكل بلومبرغ والبليونير وارن بافيت وإعلان شركة آبل عن دعمها لكلينتون اضافة الى دعم منافسها السابق بيرني ساندرز والعمل من أجل إنجاحها .
المشهد الانتخابي الاميركي يختلف عن سابقاته ، لأول مرة إمرأة هي هيلاري كلينتون  ولأول مرة مرشح من خارج الحزبين هو دونالد ترامب ، كما ان التغييرات التي شهدتها الولايات المتحدة والتي ساهم فيها خلال الثماني سنوات الماضية وجود أول رئيس أسود في البيت الأبيض ، كانت عاملا مهما في التحول ، رغم عودة احداث عنصرية ظهرت في عدد من الولايات مع رجال الشرطة .
صحيح أن تحولات عديدة حصلت وجعلت أيضا مرشحا كساندرز الذي يحمل أفكار ليبرالية أقرب الى الاشتراكية يحصل على تأييد واسع ،وصحيح أيضا أن رجلا مثل ترامب ذي الأفكار العنصرية والمتطرفة يحصل على تأييد واسع ، إلا أن أميركا لا تزال ترتاح الى أبناء الادارة التقليدية الذين تمثلهم اليوم هيلاري كلينتون رغم كل الانتقادات لأدائها وللاتهامات التي وُجهت لها بموضوع استخدامها لبريدها الالكتروني الخاص أثناء ممارستها لوظيفتها كوزيرة للخارجية ، ورغم توجيه اللوم لها بحادثة ليبيا التي  أدت الى اغتيال السفير الاميركي .
باختصار ورغم الأحداث العديدة في العالم والهجمات الإرهابية لداعش لا يزال الاميركي غير مستعد لقيادة شخص لا يعرف الى أين يأخذه ، والمزاج الاميركي حتى الآن يتجه الى أن يجعل هيلاري سيدة البيت الأبيض ..