- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السعودية قبل النفط وبعد النفط

سلوى قاضلسلوى فاضل
التحولات والتطورات التي طرأت مؤخرا على السعودية بعد عزّ النفط اللاهب، الذي دام عشرات السنين، يجعلنا نخاف على هذا البلد الذي غيّر دولا في المنطقة وقاد محورا مهما مضاد لمحور مهم ممائل أيضا، ما يجعلنا نخاف عليه ومنه، ومن تحولات قادمة لا أحد يدرك منتهاها الى اليوم.
ففي عشرينيات القرن الماضي كانت السعودية بعيدة عن مراكز الإهتمام الغربي، لكن الأمر تغيّر بعد اكتشاف هذا السائل الأسود الأغلى في العالم حينها أي النفط. فكان اكتشافه فتحاً كبيراً في الخليج الصحراوي حيث صار محور العالم ومحط رحال الشركات الأجنبية للاستثمار والعمل.
واليوم، وبعد حرب أسعار البرميل، تعيش السعودية أسوأ أيامها الإقتصادية حيث وصل الأمر الى ترديّ الوضع الإقتصادي العام فيها؟ وهل ان حرب المحاور هذه ضد إيران وروسيا سيجعلها تنهار إقتصاديا؟ أم أن حربها في اليمن التي تكلّفها يوميّا مئات المليارات ستؤدي بها الى الهاوية؟
ما سرّ هذا الخلل الإقتصادي؟ ومن سيدفع الثمن؟ الشعب الذي اعتاد العيش برفاهية مطلقة -رغم الحديث عن حالات الفقر في السعودية- والتي لم يلتفت إليها أحد؟ أم النظام الذي يعيش في كنفه مئات الأمراء والأميرات بترف وبذخ يكلّف الإقتصاد السعودي مليارات الدولارات وهم غير منتجون عمليّا. بل ان المواطن السعودي يعيش كأمير في ظل وجود جيش من العمالة الآسيوية والعربية. ففي لبنان مثلا كلمة “سعودي” تشير دائما الى كلمة ملياردير. والامر نفسه في مصر واليمن وبعض الدول المتوسطية التي تعتمد على السياحة.
هذه الأزمة الكبيرة ظهرت بعد توليّ الأمير سلمان الحكم، وسيطرة وليّ وليّ العهد على مفاصل عديدة في الحكم.. رغم محاولات الملك عبدالله الراحل العمل على ما عُرف بـ”السعودة” أي إحلال ابن البلد أو المواطن السعودي محل العامل الآتي من خارج، والذي يسحب ملايين الدورات شهرّيا الى بلاده، مما يحرم الإقتصاد السعودي من أمواله.
والسعودية بلد غير معروف عنه الإنتاج الإستثماري في غير النفط عموما، مما يعرّضه لهزة كبيرة في حال هبط سعر البرميل، في محاولة سياسية من السلطات السعودية لمحاربة المنافسين لها في المنطقة والعالم. فهل ستشهد المنطقة تغييرات جذرية في أنظمتها بعد التغييرات الإقتصادية التي رفعت أنظمة وأزالت أخرى؟؟