- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

دببة اسرائيل في مطار أثينا

mohamad Farhatمحمد فرحات

في مطار أثينا، وخلال إنتظار ” ختم الخروج ” صُودف أن يكون بجانبي أربعة دببة إسرائليين. أقول دببة لأنّ أشكالهم تشبه الدببة: ستّينيون مع لحى طويلة نسبياً، كروش، ألبسة سوداء، واثنين منهم يعتمرون قلنسوة سوداء.
في حسبة سريعة توصّلت الى أنهم من المحتمل قد شاركوا في إجتياح ال ١٩٨٢. كانوا حينها في حوالي الثلاثين من العمر، أو، ومن الممكن أيضاً أن يكونوا من أبناء جيل حرب ال ١٩٧٣.
هم ينظرون في كلّ الاتجاهات ويتكلمون بصوت منخفض… وكأنّهم في حالة حرب في كلّ مكان…
في غرفة التدخين كان واحداً منهم هناك، الى جانبه ثمّة شباب يتكلمون العربية بلهجة مصرية، ولبنانيون وسوريون وأجانب من جنسيات كثيرة.
المصريون يتكلمون بصوتٍ عالٍ في كلّ زاوية من المطار، كما في غرفة التدخين. اللبنانيون يرفعون رأسهم و ” منخارهم ” الى الأعلى وكأنّهم وجه آخر لشعب الله المختار. السوريون يتمتعون بأدب رفيع وبسلوك مثالي… الأجانب يبقون مع طبيعتهم وعفويتهم وأدبهم المعروف.
الدب الإسرائيلي المدخّن كان بجانبي، ومعه تشاركت منفضة كبيرة. كلما تلاقت عيوننا ببعضها البعض كان يحاول الإبتسامة والبدء بكلام ما… أنا لا أتكلّم مع أحد الا للضرورة، هذه من عاداتي في الخارج. مع العربي أتصنّع شخصية يوناني، لأنني وببساطة، ومع إحترامي للكثيرين منهم، أخاف الوقوع في ” مُطبَّ ” لست بحاجة إليه.
الأمم التي اجتمعت في ” غرفة التدخين ” تلك تجعل الأسئلة الكبيرة تدور في رأسك… من الممكن أن يكون ذلك الدب هو من أطلق القذيفة التي دمّرت منزلنا، وهل ذلك اللبناني كان في الجهة المقابلة في الحرب الأهلية، وهل ذلك السوري كان من الذين يشاركون في قمع الناس على حواجز المخابرات، إم أنّه كان ينتمي الى فئة المجندين الشرفاء الذين كانوا يملكون إرادة القتال… أسئلة تدور في المخيّلة داخل غرفة التدخين ولا جواب عليها… الى المقهى المجاور ذهبت لإحتساء كأس البيرة السادس قبل الصعود الى الطائرة… مجموعة من الصبايا الجميلات يقهقهون ويتحدثون بالعبرية… قلت في نفسي: من الواضح أنهنّ مُجندات في الجيش الإسرائيلي… صعدت الى الطائرة وأنا أفكّر في شؤون هذه الدنيا الصغيرة!