- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حسن نصر الله والكلام المباح

سلوى قاضلسلوى فاضل
ما سر خبو التفاعل بين السيد حسن نصرالله وبين الجمهور اليوم وما سر تغييب حلب واللقاءات التركية –الايرانية، والتركية- الروسية؟

ماذا ننتظر نحن لبنانيون من انتصار التحالف الجديد على الارض السورية؟

من أغرب الخطابات التي يلقيها السيد حسن نصرالله في المناسات الخاصة بالحزب جاء هذا الخطاب بمناسبة الذكرى العاشرة لإنتهاء عدوان اسرائيل في تموز 2006.
والغرابة الأولى ان المرء- المستمع يشعر ان الإثارة في موضوع الخطاب الخاص بهذه المناسبة غائبة. ففي الدقائق الثلاثين الأولى بدا التفاعل غائبا بين نصر الله وبين جمهوره، رغم انه كان يتناول موضوعا مهما حول الأجواء الداخلية الإسرائيلية التي من المفروض أن تدفع المواطن اللبناني والعربي الى الفخر والعزة. وقد بدا الجمهور هنا كأنه في عالم آخر وفي صورة أخرى الا وهي “حلب” التي غابت عن خطاب السيد نهائيا. فلماذا يا ترى؟
هذا الغياب في التفاعل يبدو انه يسير شيئا فشيئا بين نصر الله وجمهوره، الذي لا زال الجمهور الوحيد في العالم العربي الذي ينصت الى خطاب منبريّ شعريّ كلاسيكي.. هذه العلاقة بين السيد والجمهور هي في سبيل الانقراض والغياب في أماكن أخرى كليّا نظرا لإنتهاء مرحلة الشعارات الجياشة، أو كل ما يذكرنا بمرحلة عبد الناصر والقومية العربية وياسر عرفات والقضية الفلسطينية وتوابعهما… ربما بذلك سببه الوضع الامني لنصر الله الذي يمنعه من اللقاءات المباشرة مع جمهوره.
وما هو ملفت أكثر ان نصر الله غيّب عن قصد مسألة المحورالجديد الآخذ بالتكوّن بعد الإنقلاب الفاشل في تركيا وتحوّل تركيا الى الوجهة الجديدة شيئا فشيئا. فاللقاءات الروسية -التركية والإيرانية- التركية، والعلاقات الأميركية- التركية المتوترة غابت عن تحليلات السيد أيضا. فاتهام تركيا لأميركا بالضلوع  بالإنقلاب دفعها صوب روسيا ربما.
فما سمعناه من نصر الله اليوم معلومات ليست بجديدة ولا مفاجئة، بل انها قديمة وخارج السياق. فالسياق اليوم هو في حلب وفي مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وشكل المحور الذي لأجله يسقط عشرات الشباب اللبنانيين كل يوم.
إذ يبدو أن الحزب ذو اليد الإقليمية البارزة لن ينال من انتصارات المحور الروسي -الإيراني الا الهمروجة الإعلامية والخطابات الرنانة، ولن ينال الا الفتات الإيراني الذي يدير الدفة مع الشريك الروسي على المسرح السوري.

فبماذا بشرنا نصر الله قبل موعد إنجاز الإتفاقات؟

إذ أن حديثه عن تأسيس داعش هو تكرار لما كتبته الصحف منذ زمن، وهو تأكيد لما يعتقده الكثيرون من العرب والمسلمين… ولكن ما يهمنّا نحن اللبنانيين هو الثمن الذي دفعناه وسندفعه وكيف سنصرِّف هذا الإنجاز الإقليمي على ساحتنا المحليّة التي يتقاذف داخلها الجميع كرة رافع المسؤولية عن نفسه ومنهم حزب الله:

هناك في لبنان مسؤولية الفساد والتمديد والفراغ، واستمرار الوجوه السياسيّة نفسها في الحكم لعشرات السنين على طريقة الى (باقٍ إلى الأبد…. ) لدى الشيعة ولدى الطوائف الأخرى كأنه ليس لدى الشعب اللبناني قيادات شابة أخرى.

هي أسئلة لم تكن في الخطاب… وأجوبها غائبة…ينتظرها الشعب اللبناني.

الإدارة: الوارد في صفحة آراء لا يعبر عن موقف الصحيفة فهذه زاوية حرة تستقبل كل الأراء التي تصلها وتنشرها كما هي شرط أن لا تدعم الإرهاب ولا تثير النعرات الطائفية أو العنصرية