عبدالله علي
المدينة العريقة التي فرضت على الأطراف المتقاتلة فيها وعليها، التعايش مع توازنٍ قاسٍ وطويل، واحياناً مملّ، طوال السنوات الأربعة الماضية، ليست مستعدة لتقبّل سيناريو الغزو المتسرع، وأبوابها موصدة أمام احتمالات الحسم المفاجئ. فلا طبيعة المدينة بعمرانها وكثافة سكانها تسمح بحدوث ذلك، ولا موقعها وتاريخها وقيمتها. لكن على ما يبدو فإن حلب، لنفس الأسباب السابقة، ستكون وحدها المطالبة بتسديد الأكلاف الباهظة الناجمة عن تأزّم الحرب السورية وما نتج عنها من تداعيات إقليمية ودولية، جعلت بعض الأطراف في موقع الضعيف الذي يرغب أن يظهر قوياً، والبعض الآخر قوياً لكنه ممنوع من استثمار قوته، وهو ما كرّس حالة التأزم التي تخيم فوق الحرب السورية مانعةً من حسمها كما من الوصول إلى تفاهم حولها إلا بعد استنفاذ كل الطرق الدموية، والتي تتقاطع كلها في حلب.
الإدارة: الوارد في صفحة آراء لا يعبر عن موقف الصحيفة فهذه زاوية حرة تستقبل كل الأراء التي تصلها وتنشرها كما هي شرط أن لا تدعم الإرهاب ولا تثير النعرات الطائفية أو العنصرية