- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

البوركيني عامل رئيسي في انتخابات الرئاسة الفرنسية

Capture d’écran 2016-08-24 à 22.35.00نقطة على السطر

بسّام الطيارة

من نافل القول إن انحدار المجتمعات الأوروبية نحو اليمين (المتطرف) والانكفاء على الذات في إطار شوفينية بعيدة جداً عن المبادئ التي تحملها الديموقراطيات الغربية باتت سمة بداية القرن الحادي والعشرين. وذلك بين ظاهر في معظم دول الإتحاد الأوروبي، وإن كان يأخذ في بعضها أبعاداً حادة.

إلا أن بروز هذا التيار في فرنسا بلاد «الحرية حقوق الإنسان والثورة» يثير العجب. من مسألة الحجاب ومن ثم «اللحم الحلال» وصولآً إلى البوركيني تبدو فرنسا في طليعة الدول الغربية المعادية لمبدأ «الحريات العام» بحجة… الحريات العامة والعلمانية ومبادئ الجمهورية، هو الأمر الذي يثير العجب.

والأكثر غرابة (وطرافة) هو أن المجتمعات الأنكلوساكسونية تبدو اليوم أكثر تحرراً وثورية وحامية للحريات العام من «أم الثورات» فرنسا. وقد أعاد المغردون ونشرت مواقع التواصل الاجتماعية الكثير من النقد لما اسماه البعض بـ«شرطة الحريات» في مقارنة مع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». وذهب بعضهم إلى صفحات تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائو للتذكير بـ«مآثر الدفع نحو تحرير المرإة الجزائرية بقوة جيش الاستعمار».

السلفيون وفي مقدمتهم داعش وما شابه من جبهة نصرة والقاعدة فهم يهللون لما تقوم به شرطة بعض البلديات لأنه هذا التصرف القامع للحريات العامة لنساء فرنسيات مسلمات يصيب ثلاثة أهداف يسعى وراءها السلفيون المتعصبون : ١) «ضب» النساء في المنازل وابعادهم عن الفضاء الجتماعي المفتوح، ٢) جلب البراهين على أن المسلم لايستطيع العيش في كنف المجتمعات الغربية، ٣) وبالتالي يظهرون أن الديموقراطية والحريات العام وهي عدو السلفيين لا تتوافق مع الإسلام.

كل هذا يثر العجب أن تندفع فرنسا لاهثة وراء تدمير ما بنته من «سمعة طيبة» منذ خروجها من الجزائر على صعيد الحريات العامة، بسبب بعض الأعمال الإرهابية التي أصابت مدنها. ولكن هل الهجمات الإرهابية هي حقاً وراء هذا التوجه المثير للعجب؟

متى عُرِفَ السبب بطل العجب: الانتخابات الرئاسية ستبدأ بعد أقل من ٧ أشهر  والصراع للوصول إلى درج الإليزيه متأجج ويرى الذاهبون إلى هذاه المعركة (وعددهم يتجاوز الـ ٢٥ من كل الاتجهات والمشارب والحساسيات) أن «الخوف» الذي اجتاح المجتمع الفرنسي بعد الأعمال الإرهابية يمكن أن يشكل رافعة وازنة لهم في جذب الأصوات، خصوصاً وأن الأزمة الاقتصادية فعلت فعلتها وبات يمكن وضع ل اللوم على «الغرباء» رغم أن الـ ٧ ملايين مسلم هو فرنسيون.

لعب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس المعروف بكرهه للعرب والمسلمين  والرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي لا جدال في عنصريته تجاه المسلمين الفرنسيين دوراً كبيراً في تأجيج عامل الخوف واستعماله في معركتهما السياسية فالس المتحارب مع يسار الحزب الاشتراكي وساركوزي الذي يسعى للتخلص من ١٢ منافساً له على الترشح لسباق الرئاسة. أما مارين لوبن «أم العنصرية» المعادية للإسلام الفرنسي فهي تتأمل بتلذذ ظاهر كيف أن بنات أفكارها باتت وقوداً لمعظم القوى السياسية ولو على حساب اللحمة الوطنية الضرورية للتصدي للإرهابيين.