باريس – بسّام الطيارة
غير مسبوقة هي التعقيدات التي ترافق الانتخابات التمهيدية للترشح لسباق الرئاسة للوصول إلى قصر الإليزيه: فاليمين منقسم وبات هناك ثمانية مرشحين، أما اليسار فيعيش حالة تفكك لم يشهدها سابقاً ، وتزداد الحالة الدراماتيكية في الحزب الاشتراكي حين يكون اشتراكياً قاطناً في الإليزيه ويستعد لمنازلته ٤ وزراء سابقين له كان منخرطين في حزبه حزب الرئيس.
حتى الآن لم يعلن فرنسوا هولاند ترشحه، ولكنه يتصرف على أساس أنه مستعد للترشح. بالمقابل فإن أحد المنشقين عن الحزب منذ ما قبل انتخابات الرئاسة السابقة (٢٠١٢) جان لوك ميلانشون أعلن عن ترشحه كممثل «لليسار الحقيقي» رغم أن الحزب الشيوعي لم يعلن دعمه كما حصل في الانتخابات السابقة. وزير ماليته السابق المستقيل منذ اسبوعين إيمانويل ماكرون لم يعلن ترشحهولكنه يقوم بـ«جولة انتخابية». أما بين وزراء وزراءه السابقين فإن أرنو مونتبورغ يعلن صراحة أنه يريد الترشح ولكنه لم يكشف ما إذا كان يريد ذلك باسم الحزب الاشتراكي أي منافسة هولاند في عقر حزبه، فيما بنوا هامون وزير التربية السابق يريد أن يطرح ترشحه عبر الحزب الاشتراكي لإجبار الرئيس على قياس شعبيته داخل الحزب. كما هو ماري نويل لينمان الوزيرة السابقة وجيرار فلوش.
أما في جبهة الخضر فالمرشحين هم أربعة أبرزهم الوزيرة السابقة سيسيل دوفلو. فيما لم يعلن الحزب الاشتراكي حتى الآن عن موقفه إما المشاركة في معركة «الترشح للترشيح» أو الذهاب منفرداً.
كل هذا يفتح الباب واسعاً أمام اليمين الفرنسي: إذ أنه من المؤكد في هذه الحالة أن من المستحيل أن يصل إلى الجولة الثانية أي ممثل لليسار أو للاشتراكيين، وسيكون السباق نحو الإليزيه بين اليمين المتطرف الذي تمثله مارين لوبن وبين اليمين الوسطي. وبالطبع فإن الأصوات ستصب عند هذا الأخير لوقف زحف اليمين المتطرف نحو درج الإليزيه، وهذا ما يجعل المعركة التمهيدية محتدمة بين المرشحين الثمانية في اليمين الوسطي. وفي الواقع فإن السباق محصور بين آلان جوبيه والرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
في المقالة المقبلة: ما هي خطة هولاند للوصول إلى المرحلة الثانية ومنافسة… مارين لوبن
