- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حكومة عسكرية في لبنان؟

bt_2016نقطة على السطر

بسّام الطيارة

تردد كثيراً مصدر أوروبي مقرب جداً من ملفات المنطقة والملف اللبناني بشكل خاص قبل أن يدخل في التفاصيل… نعم الوضع في لبنان يتوجه نحو حل، ولكنه «حل من النوع الذي لا يُشَرِف» (بحرفياً pas très honorable).

بعد فترة تردد ثانية يكشف المصدر بأن «الحديث يدور حول حكومة عسكرية لفترة مرحلية». ويتابع قائلا بأن «جميع القوى المؤثرة متفقة على أن «اللبنانيين غير قادرين على الخروج من الوضع المتجمد حالياً» بسبب خلافاتهم التي «باتت تتجاوز بكثير خلافات القوى الاقليمية». نشير إلى أن: حل الأزمة يتوقف على توافق هذه القوى الاقليمية.

يقول «نعم» ولكن خلافات الأفرقاء اللبنانيين باتت تتجاوز بمراحل خلافات القوى الاقليمية وهي تجزرت بمعنى أن «تعفن الوضع في لبنان بات يشكل قاعدة مربحية للممسكين بمقاليد القوة في البلد …كلهم بلا استثناء» (حرفياً le pourrissement de la situation est devenu un facteur d’enrichissement pour les forces influentes… toutes les forces). ويتابع يعلم الجميع ما يسمى «اقتصاد حرب» ولكن… اللبنانيون اخترعوا «اقتصاد التعفن».

قبل أن نسأل يضيف: «سوريا على أبواب حل وهذا الحل يتطلب مشاريع ضخمة جداً تتطلب مساعدات بمئات المليارات وبالطبع سيكون لبنان قاعدة انطلاق في السنوات العشر الأولى» ثم يسأل:«هل تظن بإمكان الشركات الكبرى والمجموعات التي ستتولى تلك المهام أن تعمل في هذه الأجواء اللبنانية العفنة؟».

يستطرد قائلاً: «الاتفاق تم.» ستتولى حكومة عسكرية تثق بها القوى الاقليميةرمقاليد البلاد لفترة معينة. ولكن كيف يمكن أن تكون ردات فعل القوى الحاضرة على الأرض؟

كيف يمكن في بلاد موزاييك ديانات ومذاهب متنافرة أن تنصاع لحكومة عسكرية… ثم هناك قوى عسكرية قادرة على الوقوف بوجه الجيش. لم أكن بحاجة لطرح هذا السؤال. يقول «الأميركيون والروس والسعوديون اتفقوا خلال قمة الـ٢٠» في الصين، ويتابع وكأنه يدرك ما يجول في خاطري «حزب الله وصلت له الرسالة». أي رسالة؟ «الحكومة ستتولى إدارة البلاد ولن تتدخل في مسائل الدفاع». أي أنه حسب هذا المصدر فإن سلاح حزب الله لم ولن يكون على بساط هذا التغيير في مقاربة الملف اللبناني… ولكنه «لن يعود له تأثير على السياسة الداخلية».

ولكن هل تقبل القوى المؤثرة في لبنان بهذا الوضع؟ يبتسم ويقول إذا أرادوا التخلص من مليوني لاجئ سوري عليهم القبول بحكومة قادرة على محاورة القوى الدولية وتنظيم عودة اللاجئين. ألن ينقسم الجيش؟ يبتسم محدثي ويفسر ما يبدو أنه واثق منه «الأميركيون يعالجون (حرفيا traitent) الجيش منذ ٤ سنوات» معدات وذخيرة ولكن أيضاً علاقات وتواصل دائم.

يتمنع المصدر عن البوح بتفاصيل أكثر حول الشخصيات العسكرية التي يمكن أن تكون في الواجهة وحول توقيت العملية ولكنه يشير إلى الخارطة ويقول كل هذا متعلق بالهدنة في سوريا ووضع الحل السياسي على سكة التنفيذ،  هذا سيكون الضوء الأخضر.

نسأل: وفي حال استطاع اللبنانيون انتخاب رئيس واجراء انتخابات وتشكيل حكومة جديدة…؟ يرفع محدثي رأسه وينظر إلى سقف الصالة ويقول: «إن شاء الله».

لقاء تم مع المصدر الذي بالطبع يرفض البوح بهويته في  ١٢ أيلول ٢٠١٦ وهذا التفصيل هو للتاريخ.