دخل الملف السوري في مرحلة التدويل مع بدء البحث في مشروع قرار عربي ــ غربي في مجلس الأمن الاسبوع المقبل، وسط غموض حول الموقف الروسي، وما إذا كانت موسكو ستلجأ إلى الفيتو مرة أخرى.
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي، مساء الاربعاء، ان المجلس قد يجري تصويتا الاسبوع المقبل على مشروع قرار للدول الغربية والعربية يؤيد مبادرة الجامعة الغربية الخاصة بدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى نقل السلطة لنائبه.
ولم يتبين ما اذا كانت روسيا مستعدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) من جديد لعرقلة اي تحرك من المجلس بشأن سوريا، بعدما استخدمته مع الصين في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي لمنع اعتماد مشروع قرار اوروبي كان من شأنه ان يدين سوريا ويهددها بعقوبات بسبب قمع المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية.
وتعمل البعثات الدبلوماسية للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الامم المتحدة مع قطر ومع المغرب، عضو مجلس الامن لوضع مشروع قرار جديد. ويدعو النص، الذي نشرته “رويترز”، الى تأييد المجلس “للانتقال السياسي” في سوريا.
وسيحل المشروع الجديد محل نص روسي يقول دبلوماسيون غربيون انه أضعف مما ينبغي ولم يعد وارداً بعد دعوة الجامعة العربية الاسد الى تسليم السلطة لنائبه.
وقال الدبلوماسيون انهم يودون طرح مشروع القرار للتصويت الاسبوع المقبل، فيما لم يتبين موعد حضور الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، الذي يرأس اللجنة العربية المعنية بسوريا الى المجلس لاطلاعه على تفاصيل الخطة العربية، كما طلبا في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وتدعو تلك الرسالة الى عقد اجتماع لمحلس الامن على المستوى الوزاري بشأن سوريا.
وقال دبلوماسي في المجلس ان الجامعة العربية اقترحت عقد هذا الاجتماع في الثامن من فبراير/شباط، لكن الوفود الغربية تود عقده في موعد اقرب حتى لو اقتضى الامر استخدام تقنية الدوائر التلفزيونية.
ويقول مشروع القرار ان المجلس “يؤيد مبادرة جامعة الدول العربية لتسهيل القيام بعملية انتقال سياسي تفضي الى قيام نظام سياسي ديموقراطي تعددي بوسائل من بينها نقل السلطة من الرئيس واجراء انتخابات حرة وتتسم بالشفافية تحت اشراف عربي ودولي”.
ولا يشير مشروع القرار الى اي عقوبات ولا يجعل الالتزام بتنفيذ خطة الجامعة العربية ملزماً قانوناً، لكنه يطلب من بان ان يقدم تقريرا الى المجلس كل 15 يوماً بشأن التزام سوريا ببنود القرار وهو ما يضع الخطة رسميا في جدول اعمال المجلس.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان روسيا قد تجد صعوبة في الاعتراض باستخدم الفيتو على مشروع قرار لا يهدف الا لتقديم الدعم للجامعة الغربية.
وعبرت روسيا والصين عن رغبتهما في ان يقدم رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق اول محمد احمد مصطفى الدابي افادته امام المجلس. وقال الدابي ان مستوى العنف في سوريا انخفض منذ وصول البعثة في اواخر ديسمبر كانون الاول لكن معارضي الاسد يختلفون معه. غير ان الدبلوماسيين الغربيين قالوا انه لا حاجة الى افادة من الدابي امام المجلس ورفضوا الفكرة.