- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: الحريري لا يستطيع انتخاب عون

hariri-berriبيروت – «برس نت» (خاص)
الانقسام في تيار المستقبل موحود ولم يعد بحاجة لبرهان ولا لشهود. يبدو الانقسام وكأن مرده هو «الدفع نحو التصويت للجنرال عون أو التمسك بسليمان فرنجية»، إلا أن هذه المعضلة تخبئ أهدافاً أبعد بكثير من مسألة الرئاسة.
مصدر مطلع على ما وراء الكواليس السياسية اللبنانية يرى أن هذا الانقسام يعود إلى «صراع على زعامة السنة في لبنان» ولا يتردد من القول إن «اللعبة شيطانية» وهدفها «القضاء على زعامة سعد الحريري».
ويتوسع قائلاً: «الذين يريدون ان يقترع الحريري لعون سيقضون عليه ويعملون على إلغاءه  كزعيم سياسي» الهدف هو وراثة زعامته للسنة . ويستطرد قائلاً إنهم ليسوا بأغبياء البتة. ويستطرد شارحاً: «يعلم الجميع أن المملكة العربية السعودية غاضبة الآن على سعد الحريري لأسبابا شتى لا مجال للغوص بها إلا أن سعد الحريري يظل مهما حصل أحد /ابناءها/ هو من العائلة وما زال تحت قبتها». ولكن لبنان يدخل في «سلة الصراع بين السعودية وإيران» ومهما قيل فإن السعودية لا تريد عون رئيساً، ويضيف «في حال اصطف سعد الحريري وراء من ينصحه بالقبول بعون رئيساً يكون كمن طعن السعودية و«يخرج من إطار حلقة أبناءها وحضانتها».
وتؤكد مصادر متعددة أن رئيس المجلس نبيه يبني موقفه «المعارض بقوة لوصول عون إلى بعبدا» على ركيزتين : الأولى انه أن بري يريد حماية «زعامة الحريري» وهو يعلم علم اليقين بأن خروج الحريري عن خط السعودية يعني مباشرة نهاية تلك الزعامة وانتقالها «إلى من يدفعه لانتخاب عون». أما الركيزة الثانية فهو يدرك بأن «حزب الله» لا يريد أن يصل عون إلى بعبدا «على ظهره» ويستشهد بقول أحد المقربين من الحزب «ليحمل تيار المستقبل عون على ظهره».
ويذهب مصدر آخر في نفس الاتجاه مؤكداً أن بري لا يريد عون حفاظاً على زعامة الحريري المستمدة من دعم السعودية،. ويذكر المصدر بلازمة بري التي تعود إلى عهد الوصاية السورية حين كان يتحدث عن ضرورة توافق «س س» أي سوريا والسعودية ويقول بأن بري يدرك أن التوافق الجديد هو «س إ» أي السعودية وإيران. ويؤكد أن معارضة وصول عون لا تأتي فقط من الـ «س» ولكن من الـ« إ» أي إيران أيضاً بغض النظر عما يصدر عن حزب الله.
ويتابع المصدر بأن بري يقول علنا في مجالسه «عون لا يقدم ضمانات بعدم المس بالطائف» من جهة وبـ«الالتزام بالحريري رئيساً للوزراء» من جهة ثانية. كما أن بري أظهر في الأيام القليلة الماضية ضيقاً من التهديد بالنزول إلى الشارع. وقال أمام عدد من زواره بأن اللعب بالنار يمكن أن يحرق البلد، ويشدد البعض على أن «حزب الله غير مرتاح من التهديد بالنزول إلى الشارع» بسبب غياب ما يسمى ميثاقية.
ويذكر مقربون من بري بأن «عون حكم بواسطة حكومة لا تضم إلا لوناً واحداً من دون الاستناد إلى تلك ميثاقية».
ثم وإن رفض بري الخوض في حديث «حكومة عسكرية» على أساس أنها «نكتة» إلا أن مقربين منه يقولون بأن هذه «النكتة» من رحم مستنقع الأخطار التي يمكن أن يغوص بها لبنان في حال استعمال الشارع أو حتى التلويح بالنزول إلى الشارع.