- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ابراهيم الأمين يُغرق صحيفة «الأخبار» في وحل المذهبية البشعة

capture-decran-2016-09-30-a-18-28-20نقطة على السطر

بسّام الطيارة

كتب ابراهيم الأمين في ٣٠ من شهر أيلول على صفحات صحيفة «الأخبار» اللبنانية قطعة استفزازية موجهة لكل من اعتقد بأن تلك الصحيفة هي صحيفة الحداثة التي أرادها المرحوم «جوزف سماحة».
أن يكون لـ«ابراهيم الأمين» رأيه في الحالة السياسية اللبنانية، وأن تكون له مواقف من هذا أو من ذاك المرشح فهذا من حقوقه الأساسية التي يمكننا التفاني في الدفاع عنها، وللسماح له ولغيره بالتعبير عن رأيه بكل حرية.
ما هو استفزازي في هذه «مقالة» هو انغماس «ابراهيم الأمين» في وحول مذهبية كان العديد من متابعي تلك الصحيفة يعتقدون أنها (الصحيفة) بعيدة كل البعد عن أوساخها.
ولقد أحس «ابراهيم الأمين» بأن ما يكتبه هو لحاق بركاب الموجة المذهبية التي أطاحت بكل معايير الحصافة والفكر الوازن، فأشار في بداية مقالته إلى أن ما يكتبه هو … «من بنات أفكاره…» وكأن ما يكتبه أي كاتب يمكن أن يكون من بنات أفكار … الجيران . ولكنه حسنا فعل فهو حاول إبعاد تهمة المذهبية عن الصحيفة وهي وصمة التي ستلحق به ما دام يحمل قلماً.
وهو ما يؤلمني حقاً.
يحمل قلمه متوجهاً إلى «نبيه بري» ليس بصفته رئيساً لمجلس النواب، وليس لرئيس كتلة نيابية (١٣ نائبا بينهم مسيحي) بل يتوجه له مدغدغاً مشاعر مذهبيته الشيعية. فتأتي كلمة «شيعي» ١١ مرة في إطار توجيه مجموعة رسائل إلى نبيه بري رسائل تحمل مراهقة سياسية في طياتها: فيها دغدغة ومديح فهو يقول (من دون تردد) واصفاً بري «… تمثل أنت رأس فريقهم الرسمي» أو عندما يقول «جميع من على أرض هذه البلاد يعرف أن محاولة القفز فوق ما تمثله، أو تجاوزك … سيدفع الثمن غالياً، وستقلب الطاولات على رؤوس الجميع» وفي هذه الجملة إشارة إلى «استفادات بري من مغانم الدولة» ويتابع المديح بقوله «أنك بالنسبة الى الحزب، والى المقاومة، حاجة أبدية،» (ليس أقل من ذلك).
ولكن ما أن ينتهي المديح حتى يبدأ التهديد المبطن فيكتب  طارحاً إمكانية « السؤال عن بقائك في رئاسة المجلس» الذي يمكن أن «يتحول سؤالاً عاماً» ، ويذهب أبعد من ذلك في إطار التهديد فيسأل بري «كيف ستقوم بهذه المعركة، وبأيّ وسائل؟…» ولكن قمة التهديد واستصغار نبيه بري تأتي بترديد عنوان فرعي «فماذا أنت فاعل؟» مرات ومرات وكأنه يقول له أنت …لا شيء (!)
نرى في اندفاعة «ابراهيم الأمين» أنه قد غاص في مذهبيته بعيداً جداً عن الموضوعية اللازمة لكل صحفي (حتى الصحفي الملتزم) كما ابتعد عن سياق تسويق الديموقراطية وهو نوع من واجب، خصوصاً لكل لمن يحمل على كتفيه ثقل صحيفة «آلأخبار»: فهو لا يريد من نبيه بري أن يتصرف بـ«سياسة» وللسياسة لها أصول حتى في بلد مثل لبنان، بل يريد أن يسحب منه حرية الاختيار ويحشره في زاوية مذهبيته الشيعية البحتة.
وهكذا (وهذا هو ما يؤلم) يدفع ابراهيم الأمين بمنبر المقاومة والتحديث الاجتماعي الذي تمثله صحيفة الأخبار إلى اصطفاف مذهبي بغيض كما هو حال الصحف اللبنانية الأخرى. هكذا قتل «ابراهيم الأمين» الصحيفة التي بث بها الحياة «جوزف سماحة».