يتوجه جان مارك آيرو إلى نيوريورك لتسويق مشروع القرار لوقف إطلاق النار في حلب وادخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
يمكن فهم التحرك الفرنسي، المدعوم أوروبياً، جراء الحلقة المفرغة التي تدور بها الديبلوماسية الثنائية بين واشنطن وموسكو. ويتم ذلك إلى جانب تسريبات تزيد من قناعة البعض بأنه يوجد تنسيق غير ظاهر بين عاصمتي الدولتين.
إذ يتخوف الفرنسيون من جمود الديبلوماسية الأميركية بانتظار نهاية ولاية باراك حسين أوباما ووصول رئيس جديد إلى البيت الأيض، وأن يكون تصرف الرئيس بوتين مكثف لتثبيت وقائع على الأرض لا يمكن للرئيس الأميركي الجديد أن يتجاهلها.
كما أنه بخلاف ما يقوله البعض من أن موسكو ستوقف حراكها العسكري بعد انتهاء معركة حلب فإن المصادر الفرنسي تتسائل عن الأسباب التي يمكن أن توقف اندفاعة موسكو وخصوصاً وأن القراءة الفرنسية لسياسة بوتين تقول «إن بوتين يسعى عبر الساحة السورية لتقوية نفوذ روسيا عالميا وليس فقط في الشرق الأوسط».
وتشير هذه المصادر إلى خطاب بوتين في افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان الروسي الدوما، يوحي بأجواء المواجهة مع الأميركيين في شأن سوريا وأوكرانيا بشكل خصا ولكن أيضاً في مجال التجارة العالمية ونقل التكنولوجيا وذلك تحت شعار ««بناء روسيا القوية» وقوله «من حقنا أن نكون أقوياء»
كل ذلك في حين الفرنسيين يسمعون أصوات من أميريكا تقول بالفم الملآن : إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غير قادر على إيجاد حل للأزمة السورية، وجاء ذلك على لسان الدبلوماسي الأمريكي المخضرم وسفير بلاده سابقا في سوريا روبرت فورد. وهو أكد أن العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو متوترة، وأنها ذاهبة من سيئ إلى أسوأ.
وقد توجه آيرو إلى موسكو قبل يومين بعد سلسلة تصريحات صلبة منذ بداية الاسبوع حديثه تجاه موسكو ووصف النظام السوري بأنه «صلف» وكذلك حليفيه الروسي والإيراني.
وجاء ذلك ضمن سياسة خطاب من حديد يلي مشروع القرار الفرنسي الذي من المتوقع أن يناقشه المجلس غدا والذي وصفته مصادر فرنسية بأنه صيغ بشكل لا يزعج الروس تجنباً للفيتو.
وقد ناشد الوزير الفرنسي «ضمائر كل اعضاء مجلس الامن» الذين سيخاطبهم غداً، كي يصوتوا على مشروع القرار الفرنسي الهادف الى اقرار وقف لاطلاق النار في حلب.
وقال ايرولت «ادعو روسيا الى تحمل مسؤولياتها. ان قصف المستشفيات جريمة حرب، هل ان روسيا مستعدة لتحمل مسؤولية اعمال لا تطاق من هذا النوع؟».