بسّام الطيارة
مجزرة في اليمن تحمل الكثير من العلامات.
هل استهدفت قوات التحالف صالة عزاء تجمّع بها المئات لتأدية واجب العزاء بأحد أقرباء اللواء جلال الرويشان في قاعة ساحة السبعين الكبيرة جنوب صنعاء؟
والرويشان هو وزير داخلية عينه عبد ربه منصور هادي ولكنه رفض الالتحاق به إلى عدن عن سقوط حكومته وسيطرة الحوثيون على العاصمة، وهو ما يزيد من وزن الاتهامات الموجهة للتحالف الذي تقوده السعودية.
نفى التحالف العربي أي ضلوع له في الغارات الجوية، وأكد التحالف في بيان أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان المأساة.
بين بيان الاتهام وبيان النفي ثلاث ساعات… وأكثر من ١٠٠ قتيل ومئات الجرحى وتساؤلات عديدة:
- هل هو انتقام يحمل الصفة العشائرية لمن يعتبره منصور هادي «خائناً» (الرويشان)؟
- أم أنه خطأ شبيه بالأخطاء العديدة التي شابت قصف التحالف العربي لليمن منذ بداية الحرب؟
- أم أنه إجابة على قصف حلب؟
ولكن أيآً تكن الإجابة ففي هذه المجزرة (كما غيرها من المجازر) مؤشرات على التغيرات التي اجتاحت العالم العربي من أكثر من ثلاثة عقود، منذ أن خرجت الولايات المتحدة عن أصول التعامل مع الدول وحصانتها، وخرقت ميثاق الأمم المتحدة وغزت العراق.
هذه الغزوة فتحت شهيات عديدة كبرى في المنطقة: شهية شراء الأسلحة بكم هائل، شهية القتل الجماعي، شهية محاكاة رامبو، شهية استعمال فيسبوك في محاولة لكسر احتكار القوى الكبرى للوسائل الإعلام والتواصل والوكالات… أضف إلى ذلك شهية قصف المدنيين من «بغداد» إلى «غزة» مروراً بـ«حلب» ووصولاً إلى «صنعاء». شهيات عديدة كسرت منطق الانسانية لدى الطبقات الحاكمة.
مع ذلك أياً كانت الإجابة:
- العادات العشائرية تأبى القتال في أوقات العزاء… ما يدل على أن عولمة الهمجية كسرت عادات مناطقنا.
- أخطاء القصف المتكررة تفيد أن حكام منطقتنا أخذت من العولمة أخطاءها وتركت جانباً علمها وتقنياتها.
رحم الله كل من يقع تحت نير القصف في منطقتنا العربية المجنونة