- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الإسلام المتسامح: نحو إقفال مدرسة للمتحولات جنسيا

capture-decran-2016-10-10-a-21-34-43تغسل مجموعة من النساء المتحولات جنسيا وجههن ويلبسن أثوابا بيضاء ويبدأن بالصلاة في مشهد كان يعد عاديا في هذه المدرسة الفريدة من نوعها، لكنه بات اشبه بمقاومة صامتة ضد قرار اغلاقها، مع تصاعد اعمال التمييز ضد المتحولين في اندونيسيا.

لطالما اعتبرت مدرسة “الفتح” التي كانت تصف نفسها، باعتبارها المؤسسة الاسلامية الوحيدة في العالم للمتحولات جنسيا، رمزا للاسلام المتسامح في اكبر بلد مسلم في العالم.

كانت المدرسة توفر للشابات المتحولات جنسيا تعليما دينيا ولكن الوضع تغير خلال الاشهر الماضية مع تزايد الهجمات على المثليين والمتحولين جنسيا ولا سيما التهديدات الصادرة عن جبهة الجهاد الاسلامي التي تقول انها تريد استئصال “الشرور من المجتمع”.

ورغم الخطر، تواصل مجموعة من نحو عشر طالبات سابقات التجمع كل اسبوع في موقع المدرسة في مدينة يوجياكارتا في جزيرة جاوة، للصلاة ودراسة تعاليم الاسلام.

وتقول مسؤولة المجموعة شينتا راتري “نريد ان نثبت ان الاسلام يقبل المتحولين جنسيا وان الاسلام يبارك التنوع الاجتماعي”.

– الشرطة متهمة بالتواطؤ –

يمثل اغلاق المدرسة التي تأسست في العام 2008 احد المؤشرات الاكثر وضوحا على موجة التشدد المقلقة السائدة في يوجياكرتا التي ظلت لوقت طويل تعد المركز الثقافي لجاوة ومثالا على التسامح، وحيث كان يمكن للمتحولين جنسيا حتى وقت قريب ممارسة انشطتهم دون ان يتعرضوا للمضايقة.

ولكن مظاهر التشدد تزايدت في الآونة الاخيرة. ففي نيسان/ابريل، قام متشددون اسلاميون وشرطيون بفض مهرجان للفن بمبادرة نسائية في يوجياكرتا. واشتكت منظمات المهرجان من تعرضهن للاهانة اللفظية في حين قامت الشرطة بتوقيف مشاركات فيه واستجوابهن.

ويتعرض المتشددون كذلك للاقلية المسيحية من خلال السعي لاغلاق الكنائس وارتكاب اعمال عنف متكررة بحق افرادها.

وتتهم الشرطة في يوجياكرتا بالتواطؤ او الاكتفاء بموقف المتفرج. وساهم عدم اكتراث السلطات في تصاعد التشدد وفق المنتقدين. ويقول الباحث حول الاسلام والمفوض الحكومي للتدقيق في الشكاوى الثقافية والدينية احمد سعيدي ان السلطات “فشلت في منع التهجم بدافع التعصب” ضد الاقليات.