- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

باريس موسكو تصعيد مفيد

bt_2016نقطة على السطر

بسّام الطيارة

التصعيد بين فلاديمير بوتين وفرنسوا هولاند يشغل الإعلام الفرنسي ويتصدر النشرات الإخبارية. ولا يتردد المعلقون عن طرح سؤال عمن «ربح تلك الجولة»؟
في الواقع فإن هذه الجولة انتهت بالتعادل: إذ أن كل من الرئيسين اعتبر أنه ربح حسب أهدافه:
هولاند بتلويحه أن أي اجتماع يجب أن يكون محصوراً في الملف السوري وأنه لن يرافق بوتين في افتتاح الكنيسة والمركز الثقافي الروسي حشر الرئيس الروسي في زاوية «المسؤول عن المجازر في حلب» بالإشارة إلى الفيتو في مجلس الأمن.
ولكن بوتين استوعب تلك الضربة كلاعب جيدو وبإلغاءه زيارة باريس حشر الرئيس الفرنسي في زاوية «من يخرب المفاوضات ويقطع حبل الديبلوماسية».
وفي النهاية فإن الملف السوري سيكون حاضراً بما أن الرئيسين سيلتقيا في برلين في مطلع الاسبوع المقبل في إطار ما يسمى «رباعية النورماندي» لبحث ملف أوكرانيا وبالتالي فإن وصل حبل الدبلوماسية ممكن، خصوصاً وأن  الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية رومان نادال قد قال «نحن على استعداد دائما للتواصل مع روسيا» وصولاً لحل سياسي في سوريا.
ولكن هذا التوتر بين باريس وموسكو كان له مفعولاً إيجابيا في دفع وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا للقاء بعد غد في سويسرا مع دول أساسية في المنطقة مثل السعودية وتركيا وقطر للوصول إلى وقف مستمر لأعمال العنف واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية ولإعادة وضع قاطرة الحل في سوريا على سكة التفاوض قبل لقاء ثانٍ مرتقب في لندن،
ومن المهم بالنسبة لفرنسا أن يكون اجتماع لندن سابقاً للقاء النورماندي. لأنه يسمح للغربيين أي ألمانيا وفرنسا بتصليب موقفهما من الملف الأوكراني في حال تشدد لافروف في الملف السوري.
فكما هو معروف فإن الملفين مرتبطان في الاستراتيجية الروسية.