- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حزب الله صانع الثورات و…الرؤساء

%d8%b3%d9%84%d9%88%d9%89-%d9%82%d8%a7%d8%b6%d9%84سلوى فاضل
نحن كلبنانيين دعمنا كل الثورات الإقليمية حاربنا من أجل نظام هنا ونظام هناك، آخر ادعم كان في اتجاه اليمن.. فهل من مزيد؟
لبنان، البلد صغير المساحة والذي يعتقد عديدون أنه مهدور الحقوق بين أشقائه العرب، هذا البلد الذي عانى من حرب أهلية ذات ألوان عربية وغربية على أرضه، هذا البلد الذي حَكَمَه الأشقاء بتمويلهم الميليشيات. هذا البلد المتميّز بحريته ومسيحييه الذي خُرِّبَ، ها هو اليوم يدفع ثمن خطوة ناقصة من خطوات العرب الثلاث. الأولى والأكبر التخليّ عن فلسطين، والثانية الحرب الأهلية اللبنانيّة التي سمح بها الإخوان العرب، والثالثة الحرب السورية الأهلية. هذه الحروب الثلاث الكبرى على أرض الشام هي خطوات ناقصة تساوي جرائم كبرى، وهي قامت وتستمر بتمويل من أنظمة «شقيقة».
والثمن الذي يدفعه لبنان اليوم، وكل يوم، هو استقباله لأكثر من مليون ونصف لاجئ على أرضه منذ خمس سنوات، مع ما يعني ذلك من تبعات على كافة الأصعدة.
ويتحمّل أيضا قتل شبابه الذين تدفع بهم زعاماتهم السياسيّة ولأهداف قد تعنيهم أو لا تعنيهم كطائفة أو كحركة سياسية، يحصل هذا دون أي إستفتاء شعبي يمكن أن يقرر مصير هذه المشاركات ويبررها.

لبنان يتحمل أيضا الضرر الإقتصادي للجوء السوري إلى جانب الفوضى السياسيّة اللبنانية في الداخل.
فمنذ ان انسحبت القوات العسكرية السورية من لبنان عام ٢٠٠٥ والسياسيون الذين لم يتخطوا مرحلة الحضانة السياسية، لم يستطيعوا ان ينتخبوا رئيسا للجمهورية منذ أكثر من سنتين ونصف، وتأخروا جدا في تعيين رئيس حكومة معطلة منذ انطلاقتها ومكبلّة حتى باتت صُورية ووهمية، ومددوا لأنفسهم مرتين بحجة الوضع الأمني، إضافة الى جميع أنواع الخلافات الدستورية والميثاقيّة والمذهبيّة على المناصب الأولى والثانية والثالثة… وهلم وحرا.

بعد اليمن وسوريا وسابقاً كوبا وفيتنام… ألا يحق لنا كلبنانيين الأمن والإستقرار؟ لماذا نضع أنفسنا كجزء من محور إقليمي في حين أننا كنا ولا زلنا أداة لمحاور إقليمية تتلاعب بنا بحسب مصالحها.
الآن نحن مهددون من الداعش.. وقبل هذا الزمن ممن كنا مهددين؟ والى متى سنظل أداة إقليمية مرة في يد ليبيا القذافي، ومرة عراق صدام، ومرة سوريا الأسد، ومرة لليمن، ومرة إيران والسعودية ولعل السلسلة تطول لتصيب كل البلدان التي علقت أعلامها أمام بناء الأمم المتحدة.