- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عودة الحرب الباردة عبر رقعة الشطرنج

capture-decran-2016-10-27-a-16-42-51يترقب الروسي سيرغي كارياكين الاستاذ الكبير في الشطرنج مباراته المقبلة مع بطل العالم النروجي ماغنوس كارلسن في مواجهة لا يتردد كثيرون عن اعطائها ابعادا سياسية، في ظل التوتر بين روسيا والدول الغربية.

ويقول الشاب الروسي البالغ من العمر 26 عاما لمراسل وكالة فرانس برس “ينبغي على ماغنوس ان يثبت انه اقوى مني. وفي حال استشرس في اللعب سأغلبه بالهجمات المضادة، هذه هي خطتي”.

تقام اولى الجولات الاثنتي عشرة لهذه المباراة في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر في نيويورك، يتواجه فيها كارياكين مع خصمه الذي يصغره بسنة.

واذا كان اللاعبان يضعان نصب اعينهما الفوز ببطولة العالم وبالجائزة البالغة قيمتها 600 الف يورو، الا ان البعض ينظرون الى هذه المباراة بنظرة اوسع من ذلك، اذ يضعونها في سياق ما يبدو انه حرب باردة جديدة بين الروس والغربيين، في ما يذكر بالمنافسة المماثلة التي تواجه فيها الاميركي بوبي فيشر مع السوفياتي بوريس سباسكي في العام 1972.

وقبل ايام، قال رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان ايليومجينوف امام الصحافيين “نريد ان نستعيد حمى مباريات الشطرنج كما كانت في ذلك الزمن حين كان الاتحاد السوفياتي يتواجه مع الولايات المتحدة، واليوم لدينا الولايات المتحدة والغرب وعقوباتهم المفروضة على روسيا”.

تشهد العلاقات اليوم بين موسكو والغربيين توترا كبيرا، وخصوصا بسبب الخلاف حول ما يجري في سوريا وفي اوكرانيا، ويتوقع ان يهيمن هذا المشهد السياسي على مباراة الشطرنج المرتقبة.

الا ان الاستاذ الروسي الكبير الذي يؤيد موقف سلطات بلاده في ضم شبه جزيرة القرم، مسقط راسه، يرفض ان تقارن المباراة اليوم بتلك التي جرت في العام 1972، ويؤكد انه لا يعطيها اي بعد غير رياضي.

ولد سيرغي كارياكين في سيمفيروبول العاصمة الادارية للقرم ، وبدأ يلعب الشطرنج وهو في سن الخامسة بعدما شاهد اعلانا على التلفزيون.

ويقول “سألت والدي يومها ما هو البيدق وما هي الملكة، وبدأنا نلعب الشطرنج في تلك الليلة”.

في العام 2009، ترك اوكرانيا بعدما ادرك ان فرصه في الشطرنج محدودة، ثم تلقى دعوة من الاتحاد الروسي للاقامة في موسكو، وهناك حصل على الجنسية الروسية وعلى دعم من الدولة.

ويقول “موسكو هي افضل مدينة في العالم، هنا يمكنك ان تتصل بأي استاذ شطرنج وتلتقيه وتلعب وتتحدث معه”.

في سن الثانية عشرة، اصبح سيرغي كارياكين احد اصغر اساتذة الشطرنج الكبار في العالم، لكن ذلك لا يجعله يستسهل المواجهة مع اللاعب النروجي ماغنوس كارلسن الذي “ليس لديه اي نقطة ضعف”، كما يقول.

منذ العام 2007، لم يخسر كارلسن سوى مباراتين من اصل 27 لعبها ضد سيرغي كارياكين الذي يؤكد ان العلاقة بينهما “دبلوماسية”، وانهما يتحادثان احيانا عبر “سكايب”.

واذا كان اللاعب النروجي قد حاز دعام كبيرا في الغرب، منه مثلا دعم مجموعة “مايكروسوفت”، كانت طريق اللاعب الروسي اصعب.

ويقول “لقد تلقى كارلسن مساعدة كبيرة، فقد تمكن مثلا من التدرب مع غاري كاسباروف واستاذة كبار في الشطرنج”.

ويضيف “لقد كانت الامور عنده اسهل مما هي عندي”.

يحتل اللاعب الروسي المرتبة التاسعة في العالم، لكنه في اذار/مارس الماضي تغلب على حامل المرتبة الثالثة الاميركي فابيانو كاروانا، ففتح طريقه الى المباراة المرتقبة على بطولة العالم.

يتمرن سيرغي كارياكين ست ساعات يوميا على الاقل، غارقا بين البرامج المعلوماتية المتخصصة في الشطرنج، وباشراف خمسة مدربين. واحد مدربيه هو يوري دوخويان الذي كان مدرب اسطورة الشطرنج الروسي غاري كاسباروف على مدى عقد من الزمن. ويقول المدرب “قلة من الناس كانوا يتوقعون ان يصل كارياكين الى بطولة العالم، لكنه ابدى اصرارا كبيرا”.

ينتمي سيرغي مارياكين وماغنوس كارلسن المولودان في العام 1990، الى جيل جديد من لاعبي الشطرنج تلقوا جزاء من تدريبهم بواسطة برامج معلوماتية، وهم يتبعون خططا في اللعب ليس من الضروري ان تكون كلها من تصميم افكارهم. ويقول يوري دوخويان “لقد ولدوا بين الحواسيب، وترك ذلك اثره، انه يلعبون بالروحية نفسها، تقنيات صلبة، افتتاحيات جيدة، وقدرة على اتخاذ القرار بسرعة”.

يأمل اللاعب الروسي ان يطيح بخصمه النروجي، وان كانت التوقعات لا تصب في معظمها في هذا الرأي. لكنه يقول “اعتقد اني قادر على هزيمته، لا احد يعصى على الهزيمة”.