بيروت – ريتا بولس شهوان
عن بابنا رحل القمر. وبقي جسد الموسيقار ملحم بركات وذكرياته التي حركت آذان اللبنانيين والعرب. نزل جسده إلى القبرٍ فيما بقيت أغانيه أبدية واغنياته ما زالت تئن طويلًا من الجيل إلى جيل على قدر حداثتها.
بين غياب معلم من معالم تاريخ لبنان الفني الحديث بدأت تظهر بذور التشويهات في ذاكرتنا الوطنية التي تتعرض يومياً الى تشويه ممنهج فيتقلّص التعلق بالوطن.
سيقفل وزير التربية الياس ابو صعب المدارس. المناسبة والسبب المعلن ليس بسبب غياب فنان كبير، ولكن بسبب انتخاب النائب ميشال عون رئيسًا، وكأن الممارسة الديموقراطية تتطلب وقفاً للحياة اليومية في أهم مرفق من مرافق نهضة البلاد أي … تعليم الأجيال المقبلة. ابو صعب سيقفل المدارس لانه يوم تاريخي على حد اعتباره.
الطريق إلى قصر الرئاسة في بعبدا ليس معبداً للجنرال العتيد، إذ يمكن لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذي أعطى ضوء الانتخاب ومباركته أن … يعدل رأيه وموقفه احسب ما يمكن استشفافه من حديثه في برنامج «كلام الناس» حين قال « ان بدأ عون مساره بالتعطيل فسيكون قد عطل في وجهه!».
في هذه الحال ما هو فاعل وزير التربية؟ كيف يمكن تعويض الطلبة والتلاميذ يوم التعطيل؟ وما العمل في حال تكرر الوعد والتبني و…تعديل الرأي؟ هل تبقى المدارس معلقة بين آمال الجنرال ودعم الحريري؟
صدق الراحل بركات عندما لحن وغنى «تعا ننسى تعا ننسى، كل اللي حكيو علينا واللي بكو عينينا تعا ننسى يا اخي اللبناني».